اللهمّ اغفرْ لـ (حَسَنْ )
سحّتْ دموعي ،
وجفـَّفـْتـُها .
ثم سحّتْ ، وجفـَّفـْتـُها .
ثم سحّتْ ..
وكنتُ على بُعدِ أمْتارٍ
من قبرِ الرسولِ الكريم .
صَلـّيتُ العَصْرَ ،
وصلـّيتُ المغـْربَ ،
.. وجفـَّفـْتـُها .
ولمّا هَمَمْتُ ، أغالبُ جسديَ على الرحيل ،
سألني السّودانىُّ الذي
كنتُ إلى يمينِهِ ،
قالَ : ما اسْمُكَ ؟
قلتُ : عليّْ
قالَ :
وأنا ( حسنْ )
ثم أردفَ :
كي يدعوَ كلّ منـّا لأخيهِ ،
بظهرِ الغيب .
على مَهلهِ ، يصعدُ التلَّ
خطوةٌ
تلو
خطوة ٍ،
وزفيرٌ إثرَ شهيقْ .
هكذا ..
ـ على مهله ـ
يصعدُ التلَّ الرجلُ المسنُّ .
خطوةٌ :
( سبحانَ الله ِوبحمده )
خطوةٌ :
( سبحانَ اللهِ العظيم )
وأنا اليافعُ الذي عند َالسفح أنصتُ ،
ألمحُ الحمدَ في الشهيق ،
وأسمعُ
الدعاءَ
في الزّفير .
هكذا ..
ـ على مهلي ـ
حتى غابتِ الشمس ُخلفَ التلِّ ،
وأشرقَ المصير .
وهيَ تمَشِّط ُ شعرَها ، وتتأمَّلُ هطولَ المطرْ
بذرة ٌصلدة !!
بينما هيَ في الطريق ِإلى المِحْنـَة ،
إلى التروسِ الصَّمَّاءْ ،
إلى اعتصارِ الزيتِ ، ثم الزيتُ إلى النارْ..
تسبقُ الأقدارْ !!
فتأخذها يدُ المزارعِ للحقلِ ،
لرحمةِ الماءِ ،
والهواءِ ،
والترابْ .
لعسعسةِ الليلِ ، وشقشقة ِالصّبح ِ،
ودبيبِ الأسرارْ .
حتى …
إذا ما انشقـّتْ عن نبتةِ القطن ،
وجاءَ اللوزُ أبيضَ ،
قالوا سلامًا ..
جئتِ بالقلبِ السّليم !!