هذا أبوك يالميس
عندما وضع قدميه على الأرض
لم يجد إلا فوهة ممتلئة بالكوابيس
وأرواحا منتهية الصلاحية
وقلوبا مفخخة على أبواب الحجرات
وعصافير مذبوحة على أغصان
شجرته الوحيدة التي كانت تطل
على نافذة لاتكف عن الصراخ
ابتعدي ياابنتي هذه الأرض زانية
تصل إلى ذروة شهوتها
بدس جثث الزهور بين فخذيها
عندما تريد أن تتسلى
تدحرج رؤوس الموتى
ككرة تنزف الأوجاع
تسيل منها دماء من ولدوا
لإرواء ظمئها الذي لاينتهي
نحن باابنتي ديدان الأرض
لايسمح لنا بتناول رشفة
من نور الشمس
ولا تناول وجبة من غناء الطيور
مكتوب علينا أن نسحق
تحت أقدامنا ونحن نحاول الهرب
من قسوة الجذور
جاءت بنا إلى الدنيا لتستمتع بالألم
مكتوب علينا أن نهاجر
داخل المنازل
نشق صدورنا وندفن فيها
المخالب التي صنعناها
لخطف الغيوم لنزرعها
بالسعادة التي كنا نكحل بها الأحلام
تمردي ياابنتي على أبيك
فهو يعيش داخل الجدران ليصرخ
كيفما يشاء بحنجرة مقطوعة
وحرية جبانة لا تتحمل لسعات النمل
ويغلق كل النوافذ
حتى لايدخل الهواء المحمل
بصوت الزنازين التي تسمى الشوارع
إن قلت لك
بأن الدبابة ستتحول غدا
إلى سلحفاه عندما تحط عليها
أسراب الحمام لاتصدقيني
وأن المدافع التي تقتلع أراجيح الأطفال
ستتحول إلى فئوس
في أيدي الفلاحين لاتصدقيني
وأن البنادق التي تغتال الميادين
ستتحول إلى آلات موسيقية
في أيدي الجنود لاتصدقيني
ياابنتي تستطيعين أن تحرضي الملائكة
أن تحرق النجوم
التي يختبئ خلفها الشياطين
وأن تتمردي على من سرقوا السماء
وتبتكري وظيفة جديدة لها
ستنزل السماء إلى الشوارع
وتقود مظاهرة وهي عارية
ليراها العالم على حقيقتها
تعلمين أنني أحلم أن أكون شجرة
تزرعينها بيديك الطاهرتين
وأعلم أنك تحلمين أن تكوني سمكة
في حوض كبير تشيدينه بقلبك
لينام أطفالك حول الحوض
ويحلمون ببحيرة يسبحون فيها
لايستطيع الصيادون الوصول إليها