حين تسكنُ الروح في نبضِ الياسمين…
وتغدو دمشقُ قلبًا يُنتظر” ✨
(شوق الى ياسمينة دمشقية)
يا ابنةَ الياسمينِ…
وابنةَ القمرِ والحنين…
حين أضيعُ في متاهاتِ طيفكِ
تتهاوى الخرائطُ من كفّي
كأحلامِ طفلٍ
ضلَّ الطريقَ إلى عيدٍ
مخبّأٍ على شرفاتِ الفجر…
يتحوّلُ المكانُ
إلى شِباكٍ من وهجٍ مكسور
وتغدو الجهاتُ
صدى خطواتي الخائفة
في دروبٍ تنامُ على صدرِ الشام
وتتنفّسُ العطر
من الجدرانِ العتيقة…
هناك،
حيث الياسمين يتدلّى
من خاصرةِ الشرفات
وحيثُ المساء
يسكبُ عتمته في مآقي قاسيون…
ينهضُ صوتكِ
كوشوشةِ الندى على نوافذِ القصاع
كنبضٍ خفيٍّ
يسري بين حجارةِ باب توما
كنداءٍ قديمٍ
منقوشٍ على أبوابِ الذاكرة…
فيكِ
ينمو الحنينُ كوردةٍ برّية
تسقيها سواقي بردى،
ويكتبُ العطرُ اسمي
على ضفّتيكِ…
كأنكِ وطنٌ
خُلِقَ من قبلةٍ ونسمةٍ وغياب…
نبضكِ…
بوصلةُ عاشقٍ ضلّ الجهات
وهمسكِ…
منارةٌ في لجّةِ المسافة
وعطركِ…
قصيدةٌ تُرتَّلُها نساءُ الصالحية
فوقَ شُرفاتٍ مخضّبةٍ بالياسمين…
أنتِ ظلٌّ
على جدارِ المدرّجِ الروماني
وسرٌّ
ينامُ في فسيفساءِ الحنين
كأنوثةٍ ترتجفُ
خلف نقوشِ الحميدية
وكعطرٍ خافقٍ
في قلبِ الشعلان…
فكيف لي أن أضلّ
ودمشقكِ تسكنني؟
وكيف لي أن أنسى
ونبضكِ…
أقدمُ من الشوق
وأشهى من قُبلةٍ
سرقها المساءُ من خدِّ الزهر
وأرقُّ من نغمةٍ
تعثّرت بأوتارِ العود
على عتبةِ الغياب…