خيزرانة يابسة/ بقلم:وليد المسعودي ( العراق _ بغداد)

خيزرانة يابسة في الغروب

الغروب الذي يحرق القلب
يمر على كتف خيزرانة يابسة ،
ثابتة حتى النهاية
اتأمله ولا مفر من شق الزيج
والركض عاريا
تصادفني النساء اللواتي
يحصرن كل الدموع والآهات باجسادهن
فلا يهربن بعيونهن القادحة ، اللاهثة ، الشبقة
جسدي العاري لا ملاذ له
يكويه حر الصيف
حتى نهر دجلة لا يطفأ ناره الواقدة
نار الحزن والحريق تزداد اتساعا
جسدي العاري ينز وجعا
بينما الاطفال يضحكون عليه
تهب عليه كومة عباءات سود
تحمله الى مدافن وسراديب باردة ، راعشة
هناك انسى قليلا بعض الوجع
وارتمي كميت بين احضان ناعمة
قبلات هنا واشواق هناك
تطير بين الزوايا الضيقة
فتعود الي بعشق طري
ينسيني حرقة الغروب
وهو يمر على خيزرانة يابسة
ثابتة حتى النهاية .
الغروب الحار
لا يهدأ يعيد للدماء
بعض من سيلانها العبثي
في الاسواق والطرقات والبيوت
غروب تطير فيه الاجساد والارواح
نحو غيمة سوداء كبيرة واقفة على قلب العراق
اتسمر في مكاني
واشد من حزني واعصره
في ساقية زقاق مسدودة من جميع الاتجاهات
حزني على الوحل مشدودا ومعصورا
يا لها من مدينة تتلقفه بضحكة عريضة
غير آبهة لشده وعصره في الوحل
الاطفال مرة اخرى يضحكون عليه
الشباب والشياب في المقاهي
يحسبون الدموع الهاطلة
بلا مبالاة وعجز ثقيل
العجائز على دكات البيوت
يوقدن فوقه الشموع
بينما الصبايا يتغامزن بسرهن
لن ينتهي هذا الجسد الهزيل
الا وهو محصورا
بين أغصاننا واوراقنا وثمارنا الخضراء
لن ينتهي حتى يجف منه اخر عطر
حتى يذبل في حزنه الشديد
تحت نهودنا البيضاء والسمراء
يتسامرن ولا اسقط الا باحضان عباءات سود
نسوة السراديب والمدافن انقى لحزني
مجرد ندى متساقط من القلب
هكذا يغدو بعد كل لثمة
بعد كل قبلة تطير في الزوايا الضيقة
على خيزرانة يابسة
ثابتة حتى النهاية

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!