…
بِمرورِ الوَقْتِ غِبْتُ عَنْ وَعيِ الشَّوْقِ
وتَكَدَّسَتْ رغباتيَ المُلِحَّةُ في خَزائِنِهِ كَثِيابٍ
غيرِ صالِحَةٍ للاستعمالِ
الحنينُ يَحُثُّ الخُطى بِتَأنِّي أمِّي ونَزَقِ أبي
أمِّي تَجُرُّ الغُيومَ على ظَهرِها
وأبي يُسْنِدُ السَّماءَ بِإصبَعِهِ
أتعثَّرُ بِدَمْعِيَ المُنسَكِبِ على ظِلِّي
أدقُّ على صَدرِهِ،
لأفتحَ فيهِ نافذةً للهواءِ
وأكتبَ على أطرافِ ثَوْبِهِ حِكايةَ
طِفلَةٍ لم تغفُ مُذ تاهتْ في تَجاعيدِ الطَّريقِ
الأفكارُ، تلطمُ على وجهِها وتَندُبُ حَظَّ الوَرِقِ
في دفاترِ كآبَتِها
تُعيدُ النَّظرَ في خَطِّ سَيْرِها على جُثَثِنا
تَفرشُ حُضنْ أمِّي بالزَّغاريدِ
أُلملِمُها على عَجَلٍ،
وأنزوي في آخِرِ مَعقِلٍ لِلفَرِحِ
ببساطةٍ النَّهرِ في جَرَيانِهِ الأَزَلِيِّ،
أغدو هامشًا لانتحارٍ مُرتَقَبٍ
كأنْ أراني أتدلَّى مِنَ الطَّابِقِ الثَّامِنِ لِلحَربِ
على شاشةِ عَرضٍ بِحَجمِ وَطَنٍ
تَضخُّ نَسْغَ المَوْتِ في ذاكِرَةِ خَرابِهِ
الجُدرانُ المُتآكِلَةُ، هي الأُخرى تَتَّهِمُني بالحُّب
وتُعيدُ تدويرَ خَربشاتي على حَوافِّها
الفرحُ أجوفٌ، والموتُ أحمقٌ
وأنا بينهما حَرفٌ ناقصٌ في جُملةٍ خَبَرِيَّةٍ
لا تَمُّتُ لِقَفلَةِ اللِّقاءِ الصَّادِمَةِ بِصِلَةٍ