ذاك القادم من عمق الغيب……
يحمل مشكاة من وهج الحلم……
…..ويحوم بليلي
أنا المتسربلة بأنات الذكرى……
وندبة جرح مازالت تدمي……
وحنين ذوبني……
وأذاب الروح بجُب الشجن……
وغشاوة وجعي تصور لي……
…..أن لا مرفأ
أن لا مركب تحملني لشاطيء فرح……
…..أجلس وحدي
وفي أكمامي تناثر عبقه…..
وفي جيب الصبر بقايا الحلم أن ألقاه……
متقوقعة في عمق نداء……
لا أسمع صوتا غيره……
لا اُبصر سوى وجهه……
وكل الكون تراءى لعيني……
……بعضا من عطره
إن غاب……
أدمتني شهقات الشوق…….
وإن عاد……
أضناني برود كالموت…….
تتملكتي الحيرة…..
…..وتعلقني بحبال التيه
اتأرجح في صمت……
وهو هناك……
…..يتبختر بين النجم وبين النجم
وانا أُحصي النجمات ولا أقوى…….
ولا أعرف في اي مدارات علق قلبه…….
ومحابر وجعي تسكبني في سطر……
أقبع فوق ضفاف الصمت……
ولا مأمن من عاصفة…..
….تكسر معها جسور الصبر
فكيف لذاك القادم من عمق الغيب……
وفي عينيه صهيل الفجر الآتي……
وظلال من شمس لم تحجبها غيوم الألم…….
وإليّ يمدّ يديه……
وبقلبه شلال العشق……
يسألني……
سيدتي…كيف بقلبك أزرع وردي
و بروحك يُنبتني الشوق……
سيدتي…..
مثلك لم تُخلق للوجع وللدمع……
للتيه بأزمنة الخوف……
مثلك مرآة للحلم……
للفرح القادم من خلف تلال الغيب…..
وأنت قصيد قدُ من ماء الورد……
وأنت……ما أنت !!!!!
سوى حلمي القابع بين ضلوعي……
من عهد زنابق لا تعرف رائحة الموت…….
من عقدين من الماء…..وبردية صمت
وطلاسم عشق لم تقرأها سوى عينيّ……
من بدء تواريخ الشغف وميقات اللهفة……
من لحظة أن نقش الغيم على وجه الريح……
…….حروف المنى
وعلقني بين سماوات الحلم……
أتراني أصلح أن يملكني قلبكِ……
يرسمني خطا من ماء……
ويخفيني بين حناياه كرحيق العطر…….
أتراني……
حين عشقتك دون إرادة…….
…….أذنبت !!؟