ورغم أنفاسِ الجحيمِ التي تلهثُ في خاصرةِ الزمن،
يبقى الحبُّ — كألفِ نجمٍ يتيمٍ —
يحفرُ نفقَهُ في صخرِ الليل،
ويعلّقُ قلبهُ على مشجبِ الغيم،
كعصفورٍ أخرس،
يبني عُشَّهُ على أغصانِ الرمادِ،
ويغنّي…
بصمتِ من رأى اللهَ في رعشةِ قُبلةٍ مفقودة.
لا، لم يبقَ الغوغاءُ وحدهم،
ثمة عاشقٌ — بأهدابٍ محترقة —
يُخبّئُ قُبلتَهُ تحتَ بطانةِ معطفٍ ممزَّق،
كأنّها تعويذةُ نجاةٍ من طوفانِ الدم.
وثمة قصيدةٌ
نجَت من مجزرةِ الأبجدية،
تتلو صلاتَها في حضنِ اللغة،
وتغمسُ سطورَها في دمعِ المجاز.
سيعودُ الطفلُ،
لا كظلٍّ يختبئُ في الأزقّة،
بل كضياءٍ يمشي على قدمين صغيرتين،
يُربّتُ على كتفِ الخرابِ ويبتسم.
وسيعانقُ القلبُ قلبَهُ،
كمن عادَ من التيهِ ولم ينسَ اسمَه،
وسيُزهِرُ الكرمُ
في جرارِ الأرامل،
وفي حقائبِ المنفيّين،
وفي خبزِ الخائفين.
لأنَّ من يزرعُ الحبَّ
في لُبِّ المجزرة،
ينبتُ له وطنٌ من نبضٍ،
ووترٌ من الله،
وقصيدةٌ لا تموت.