سردِياتُ عِشْقٍ لم يكتمل/ بقلم : منير بلقاسم

مُبَعْثَرٌ مثل قصيدة غَدَرَتْ بها الحروف ،

خَلَّفَتْها قَوافِلُ الكَلِمِ بين ثَنِيّاتِ المَراجِعْ :

مُفَتَّتـَة ، مُوَزَّعَةَ الوجدان ، مُفَكَّكَةَ الأوْصال

بين الجَداوِلِ والسِّياقاتْ ، ليس لها من

ذاتِها إلّا سَرابُ التّيه وإيقاعاتُ المَواجِعْ !

 

مُثْقَلٌ بجِبالِ الكَلِماتْ ، مُدْمَى بِشَظاياها

هل ألْتَئِم إلّا بتصريفها باقاتِ بَوْحٍ إلَيْكْ !

يَعوزُني أن ألْحَقَ بِكِ في جنونك ، وهذا

آختصاصُكِ الذي أُدَرِّبُ نفسي عليه !

 

أَلْوِي عُنُقَ اللّغة حتى تُطاوِعَني وألْعَنُ كلّ

الذين سبقوني إلى زَفَّةِ الحُروفِ البهيجة !

أحاوِلُ أن أكونَ عاشقا بلا ذاكرة وأنْ أَمْحُوَ

أكْوامَ بَيادِري القديمة وكلّ أَرْشيفِ الظَّفَرْ !

 

 

هذه قصيدة غير مُوَقَّعَة لا شرف لها إلّا أنْ

تُحاكي شَطَحاتِكِ في اللّاإنتماء ، وتَسْتَلْهِمَكِ

في جُنونِكْ !

 

أعْبَثُ مع الكلمات مثل طفْلٍ يُلَطِّخُ ثِيابَهُ

بالطّين ولا يخشى عاقِبَةَ عَفْوِيَتِهِ وآنْهِمارِه .

أسْحَبُ ذيْلَ الزّمَنِ إلَيَّ وأُعَرّي سَوْأَتَهُ ،

فَجْوَةَ  ضُعْفِه : أسْتَطْعِمُ بعض الوَحَلِ

وأُوَشِّمُ وجهي برُسومٍ من عِشْقِ الأرض !

 

ساعَتَها فقط أحِسُّني أُشْبِهُكِ ، وأنَّ عِطْرًا

من إنسانيتي بدأ يفوح على مرافِئِ عُمْري !

 

أأَقولُ أُحِبُّكِ ! لكِنَّكِ قُلْتِ ” لا لا تَقُلْها ” ،

فمن غَرائِبِكِ وآياتِ جنونك أنّنا لا يجب

أن نَجْهَرَ بالحقائق / وهذه أكبر طعنة

في خاصِرَةِ طفولتي  وفُراتُ أُخْدودٍ ،

على مدى وَجَعي ، هل يَنْدَمِلْ !

 

 

 

 

 

About محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!