أتَأمَّلُ الجَبَلَ المُجاورَ لبلْدتي ،وأنا في السَّفحِ ،أتَذَكَّرُ أجْدادَنا القدَماء الذِينَ عاشوا في أحْضانِ المَغاوِرِ والكُهوفِ ،أحِسُّ بشَلاَّلِ موسِيقى تَنْبعِثُ من القِمَّةِ إلى السَّهل ،تُحْيِيْهُم في قَلْبي!
مُوسِيْقى ،ألْتَمِسُها ،أُعانِقُها ،تَجْذِبُني ،تَجْرفُني !
أصْواتُ عَذاباتِ اجْدادي وهُم يَتَسَلَّقون ،يَتَسابقون على حَفْرِ المَغاوِرِ والكُهوفِ !
يَنامونَ مع أطْفالِهم ،جِيْرانِهم الطُّيور والحُقولِ والجُحور!
هُم سَنابلُ انْحَنَتْ ،أيْنَعَتْ وَبَذَرَتْ !
قَلْبي مِنْها بَسْمةٌ ،حَبَّةٌ مُشْرقةٌ مُمَتَّعَةٌ برَحِيْقِ السِّنينِ الجَميل ،مُزَيَّنَةٌ بأغْمارِ القلوب اليانِعة
كَيْفَ كانوا يُحِبُّون ؟ كَيْفَ كانوا يَحْمونِ بيادِرَهُم ؟! يَتَألَّمون ؟!
مُوسِيْقى تَنْبعِثُ تُذَكِّرُني بهم ،تُلامِسُ شغافَ قَلْبي المُنْهك ،تَسْقِيْهِ الهُدوءَ ،ترْوِيْه جَمَالاً ،تُذَكِّرُهُ بعَناوِيْن لَمْ تَنْقَرضْ ،إنَّها في دَمِنا ،أثْلاماً ،آهَاتاً ،أحْزاناً ،أعْراساً ،إنَّهُم أجْدادُنا المُتْعَبون وَنَحْنُ سَنَفْرحُ في السُّهول ،مُنْجَذِبين بالحَنين !
شَلاَّلُ مَوَاوِيْلَ تغْدِقُ من قِمَّةِ المَجْدِ الإنْسانِيِّ إلى قَلْب ش..ا….عِ…..ر