في طريقي..
إلى قريتي الصغيرة
رأيت مواكب الأموات
وحشد من الجثث
راحلين الي الأجداث
بلا حقائب..
يركضون الي رحلتهم الطليقة..
دون الألتفات الي الوراء
ويلتقطون في ذاكرتي
صور لبعضهم..
ثم يحرقون الصبر
والصمود فيني..
ويتركون لي عكازة
التأبين والرثاء..
فمن لم يمت الأن..
يبحث عن موت أجل
فمن يدير النعش..
ويهيئ التابوت
حيث تتسكع الأشلاء
هنا وهناك..
أجزاء طفلين صغيرين
وساق عجوز
تحت الحائط
وأخرون ينتظرون
عودة الأرواح من السماء
وكرسي السلطة واللعنة
يدعم فكرة قتل الأبرياء
وأتساع الظلمة..
في كل بقاع النور
ليجلس فوق الجماجم والأشلاء..
أخر وراث الأرض
والذين رايتهم..
ملائكة النور…
يصلون صلاة الرحيل
ويحملون المصابيح
تحت السدرة التي
أجتزها الجبابرة ضحيً
عند مواقيت القتل الجماعي
كانوا أوباش مأجورين يصرخون..
“أقتلوه أنه من هذه القرية… أقتلوه أنه من هذه القرية….”
جاؤا مهرولين..
من السهول.. والغابات.. والجبال.. ومن شتي البقاع..
يعون كالكلاب بلا مبالاة
كانوا..
يدهسون الجثث
بأقدامهم..
ويرفعون القبعات لبعضهم.
مجزرة قرية ود النور