وتمرُّ السّنينُ
العامُ تلوَ العامِ
وتجاعيدُ الفصولِ
تقضِمُ زَنابِقَ العمرِ الجريحِ
و تُشعلُ الشيب في المفرقِ
والفؤاد الجريح المكلومُ
شهقاتُ احتضارٍ
تخِزُ شرايينهُ
أشواكُ الرحيل الأليمِ
وحنينُ الفقدِ دمعٌ مراقُ
يرنو إلى مراتعِ الأحبة ، والخلانِ
ورياحُ التّيهِ تهبُّ بالأحزان
تهدمُ تماثيل الملح المصلوبةِ
تخرُّ على جسد الوجعِ
تُدمي الجراحَ
ويئنُّ النزيفُ..
غابَ هذا العامُ
كما تغيبُ شمس المساءِ
رحل غير آبهٍ .. يجُرّ أذيالهُ
تاركاً أشيائهُ ..خلفهُ
الحزنَ ،والألمَ ، والحنينَ
الأحلامَ الضائعة
والأمانيّ الواهمة
الآهات تلو.. الآهاتِ
أيّها العامُ الجديدُ
ماذا تخبيءُ لي..
من مفاجآت..؟
هل أحضرتَ في حقيبتك
بعض الهدايا ، لتهديني إيّاها..؟
لا تقل أحضرتُ لكِ
شلالات عطر ،
وخمائل ياسمين
وباقات أزهار أركيد
والشوكولاطة التي تحبينها
لا..ليست هيّٓ الأماني
التي أنتظرها…
أحلمُ ..
أن أغفو في الليل..
على حجر أمّي
أن أحلمَ بالسندباد ، وبالبحر
بالسفينة ، و بالأشرعة المترنحةِ
بين أحضان العاصفةِ
و بمصباح علاء الدين
بالريح تعبثُ بضفيرتي النديّةِ
تغازلُ ثغري ، وتقبلُ خدي
أن أحلم..
بومضةِ تفاؤلٍ ، و بأملٍ جديدٍ
بابتسامةِ صباحٍ،
و إشراقةِ شمسٍ لا تغيب