عينا جدتي
تبرقان..!
تخفتان..!
كتاريخ أمتنا وقت الحصار
كحلم العذارى في فصل الربيع
كأغنية شعبية ضيعها الخريف
كوعد العمر الأخضر فصل الشتاء
عينا جدتي
قدسيتان
تناجيان الإله
تباركان ذلك الملتحم مع الرصيف
يبيع قطع الخردة للمارة
يرد السلام على بائع كعك زفر سلامه خلسة
خشية ضريبة ما!
عينا جدتي
شهلاوان
تتربصان بعجوز الرصيف الآخر
يترقب انفضاض الناس حول بائع قهوة متجوّل
يرتشف العجوز ما تبقى من رواسب قهوة
في كوب تركه أحد الكادحين
عينا جدتي تذرفان دعاء مباركا
في ليل شتاء قاتم
الفرج باسمك اللهم،
لي
لأبنائي
لأبناء أبنائي
اللهم سد جوع الأرصفة والبيوت المستورة
بأنّة: الحمد لله!!
عينا جدتي تؤرخان لصيحة ميلاد طفل كئيب
طفل السايبورغ
طفل العالم المتجمد
حيث لا كوانين
لا حكايا جدات تصهر الصبح المقيت
عينا جدتي الفارغتان ترصدان جوعا تسده حبتا كرز صناعي
وشربةُ ماء غبطت لحن المطر
عينا جدتي ككل شيء في أمتي
رماديتان باهتتان
تمتصان غدر الرماد
تناجيان وعد الإله