* سلمى .. سأُخبرُكِ
ليتني صوتُكِ لأُعتِقَ الصَّدى
ليتني شفتاكِ لأشُدَّ إليهما خاصرةَ البلاد
ولكنني أقفُ مصلوبًا على جبهةِ الأُفول
فلا حُلُمَ يُراودُ الشَّمسَ
ولا عزاءَ لسُنُونُوَةِ الوِصالِ وقد عزَّ الوُصُول
وأنا الذي يَمْلِكُ حريرًا أبيضَ في أناملِهِ
لا أستطيعُ حِياكةَ قميصٍ دافئٍ لعُصفورةِ عينيكِ
سلمى .. أين أكواخي التي شيَّدتُها تحتَ صنوبَرِكِ
أينَ أنهارُكِ العاليةُ التي رميتُ على أكتافِها
شِبَاكَ الرُّؤى لأقرأَ الوطن ؟!.
قُلتِ لي : عندما تُحاصِرُكَ الوِدْيان السَّحيقة
ستعلمُ أنَّني ابنةُ الجبالِ الشَّاهقة
قُلتِ لي : في قصائدِكَ المسقوفةِ بالقشِّ
كم غيمةٍ برِّيَّةٍ وأسرابٍ ضوئيَّةٍ بلا معاطِفَ
كم قمرٍ بلا نافذةٍ وسُمَّار
كم آهةٍ عذراءَ للنِّسيان
******
** يا حبيبي ..
لا تستبدلْ بحَنْجَرةِ الوردِ حَنجرةَ القصَب
دعْنا نُحافظْ على طهارةِ الماءِ ومسرّةِ الهواء
لم أشُكَّ لحظةً بضوئكَ العابقِ يُواسي ظلالي الشَّريدة
أنتَ الذي تسيرُ بلا حِذاءِ الأرضِ
على يمينِكَ تتربَّعُ أغاريدُ الينابيع
على شِمالِكَ تتمدَّدُ بُحيراتُ المواويل
قبلَكَ تنفَّسْتُ سرابَ المسَافات
وها أنا على كِسْرةِ خَطْوِكَ تحلَّقْتُ بأسرابِ النَّخيل
أنتَ أوَّلُ آباءِ الغيابِ وآخرُ أُمَّهاتِ الرَّحيلِ
يا مصابيحَ دمي ..
لا تترُكْني على قارِعةِ الأصيل
مهدورةَ الوِصالِ أُلوِّحُ بالمناديلِ
******