(كانت هُنا) شعر : الشاعرة السورية: ديمة حسّون

خطاياي تغفرُ لي؛ كَلميني مرّة

 كَشجرة البيبُول ياآَمَا

فالوحوش في أساطيري

باتت ملوّثة ومن ضلعي تنمو

ترتِقُ جيوب الدّاخل

 وفي الفراغ تتوجّس،

وحيدةً تسكن في الذّعر

وفي عينيّ تملأ الفراغ وتبتل بالجسد،

فأرتمي

 لأُشبِهَها عندما تلدُ القيامة ،

وَأطلبُها

لأشتهيها عندما أموت

 *

 أنْ أُنشدَ لكِ؛ يَعني

 أَنّ وجهي المُمْتقع يوحي بالخراب

وأَنّ العطب يَتكِئ على

 بقرةٍ عجوز أُمّها مَلعُونة

 تَكرهُ مَتى تشاء

 تسير مرّة وتقبلُ، فتدبرُ هاربةً

 تُعانقُ عُرِيّها وبعد حين ٍ تعودُ

تُنشدُ أشعاراً

وُفي كلّ مكانٍ تحطُّ فِيه تلدُ نَسلَها

 لِتموتَ بلا ندم

 . *

 أَنْ أَكتبَ عنكِ؛ يعني

 أَنّني أُحاوِل أَنْ أصنع لنفسي حذاءً

يَليق بسماءٍ أبحث فيها

لِأرتمي دَاخل الحسّ

 خَارج السكينة،

وَبعين ذِئبٍ أرقبُ بقرةً أُمّها ملعُونة

 تَجترّ نسغَها فوق الأعشابِ

 دُون أَنْ تختبئَ،

فيماالأشياء تولدُ مجدبةً

. *

 أَنْ تعرفي يَاآَمَا

 مَاسرّ غَرامي بكِ: يعني

أَنّ الّلعبة انتهت

وَأَنّ الإِنسان للأرض والأرض

من الإنسان وَالحقّ لوثةٌ حلمت بِشجرة البيبُول

فيما يبتلعُ الغارقونَ الإنهاك

مع رائحة الرّطوبة والوحشة .

 أَنْ تعرفي ما أقولُ؛ يعني

 أَنْ تمنحي الثّقة

 للتّفاحة الأُولى لا للِأَصَابع

للعبث الأول لا للعبة

 وأَنْ تتجشَّئِي بمرارة

فَلن يتبدّل شيءٌ وَأنَا أختبىءُ

 تحت الشّجرة أَو بجوارِ ظلّ كَبرَ

 وَهو يمضي في الفراشِ لاعناً

يتفرّج على نفسه ويحاولُ

ولو لمرّةٍ أَنْ لَايكونَ قديماً

وأن لايشرح لماذا يمضي

! …………………………..

. (*)

 شجرة البيبول / شجرة التّين: هي الشجرة التي جلس تحتها بوذ

ا. (*) آمَا:  أسطورة لقديسة.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!