كانوا معي
يشدونَ
يحتشدونَ
ينبلجونَ كالصبحِ انبلاجاً
ثم رحلوا للبعيدِ
تفرَّقوا
صمتوا
تواروا خلفَ وجهِ الغيبِ
ذابوا في فناءِ الذاكرةْ
***
الأصدقاءُ
تكوَّروا في حائطِ الركنِ القصي من الغبارِ
وصاروا وهماً في رصيدِ الماءِ
ما اسطاعت يدٌ أن تمسكَ الأطرافَ منهم
أو تلامسَ فجوةَ الأسماءِ فيهم
حين تسبحُ كالفراشاتِ الحزينةِ
في فضاءاتِ المساءْ
***
يرتدُّ صوتٌ
والصدى ينشقُّ في جهتينِ
ما لهما يدٌ
إلا أصابعُ ترتمي في الوهمِ
ثم تسيحُ
كي تغدو فراغاً في الفراغْ
***
لي نخلةٌ
ولدت بصدري
ثم مدَّت للسماواتِ البعيدةِ في المدى
أعناقها
وتواضعت حين انحنت بثمارِها
كي تشبعَ الفقراءَ في كلِّ المدينةْ
***
داخلي بحرٌ
وحجرٌ شاهقٌ
وقصيدتانِ
يموجُ روحُ البحرِ من أحشائه
ليعانقَ الحجرَ الصموتَ
فتنتشي إحدى القصائد كي تقولَ
وتصمتُ الأخرى التي في القلبِ
تسمعُ ما يُقالْ