كشجرة عند آخر الشوف / بقلم : محمد صالح

لم أكن سعيدا سعادة

مقطف فارغ من الهموم

ولا حزينا حزن مشجب كان

يمسك بجلباب أمي

علي حبل الغسيل

فقط كنت أربت بيديّ علي تراب المصطبة حتي يتسكين

كنت أحيّ الورود التي تتراص علي مفرش الطاولة الخشبية

أعيد ترتيبها بما يليق بالحنين

أمازح الصحاف والملاعق

وابور الجاز البريموس

ماجور العجين

براد الشاي الزنك

كنكة قهوتها النحاسية

كنت أفتش عن ضحكاتي المختبأة

في حجرة المسافرين

عن طفولة تناثرت بين

السطوح وحجرة الخبيز

كنت أبحث عني

عني الذي فر ذات مساء

قبل أن يكتشفني الصمت

أو يعلقني الحزن شارة علي صدره

قبل أن يبتل ثوبي بالوجع

وتغمس راسي في ماخور رخيص

قبل أن تنسل حواء من ضلعي

قبل أن أصبح هشا كشجرة عند آخر الشوف

هجرتها العصافير.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!