أفلاكٌ فوق الماء
بعد أن تبتلّ نصنع أخرى بأصابعنا
من علب الطّماطم والسّردين والحليب
نواعيرُ هوائيةٌ نجري بها ضدّ الريح
علامات لتنظيم حركة السّير
صفّارات لسباقات العدْو
وحواجز لإيقاف اللصوص
من الأخشاب جياد تعْدو
ومن القصب ناياتٌ ومزاميرُ
ننفخ فيها إلى أن تتعب أوداجنا
من الصّندل عجلات سيّارات وأثير
يحملنا إلى بحار ومحيطات
من القماش كرات بين أقدام حافية
من الورق طائرات وأسلحة
من الحديد كؤوسٌ وملاعقُ للشّاي
وكوانينُ للنّار المقدّسة
من جذوع الأشجار كراسٍ وطاولاتٌ وأعراسٌ
ومزارعون يتحلقون للسَّمَر
من القماش والقصب والأخشاب
فزّاعات نضعها وسط الحقول
لطرد طيور ستتلف المحاصيلَ
من الحبال وقصاع الحديد
فخاخ وشباك لحمام الصّيف
من الأعواد والحبال الصّغيرة
مقاليعُ للحجارة والأعداء
من العصيّ سيوف للمبارزة
رماح ونبال لحراسة الحصون والقلاع
ومن البراميل منجنيقات لقتل الكلاب
من الحبال أراجيحُ للطّيران
من القماش دُمى وعرائسُ
ومن الحجارة والطّين والأغصان
بيوت وأسوار وقصور
في المساءات نعود وقد صارت لنا أجنحة
بسراويلَ ممزّقةٍ ومبتلّةٍ
نعْدو مع الرّيح والمطر والصّواعق
في أفواهنا البروق والرّعود
مبتلّين بأثواب رثّة
أمهات يبدّلنها حانقات
نتعشّى كما تتعشّى القنافذُ
حالمينَ بألعاب أخرى غدا
ألعابٍ لا تكسرها الرّيح أو تبلّلها المطر
(……)
بعد كلّ تلك السّنوات
أفسدَ الباعةُ ألعابنا