لا تُشْبِهينَ هذا الحُزنَ/ بقلم:نبيلة الوزّاني (المغرب)

الحُزنُ مُنتَدَبٌ بارِعٌ
إلى مَشاعرِ القهرِ
مِن كَوكَبٍ
يَمْتصُّ الهواءَ مِنَ الرُّؤوسِ الحَالمةِ
فَتنْتفخُ الأحلامُ
بِالفَراغْ ..

تقولُ المدينةُ :
السّائقُ التّلْمُودِيُّ
يَعصُرُ البَشَرَ بَدلَ البُرتُقالِ
كَيْلا تَشْتكيَ الجَرّافةُ
مِنَ المَلَل ..
المُنافِقونَ حدَّ الفَضيحةِ
يَلبَسُونَ قُبّعاتِ اللَّيلِ نَهاراً
والعَابِرونَ
كُلّما يُصافحُونَ المَسافةَ
تَلُوكُهمُ الرِّيحُ
وَيَتقَيّأُ الطّريقُ تَعبَهُ
مِنَ الأَقْدامِ ..

بِفائِضٍ فِي الحُزنِ
يُجَازفُونَ بكلِّ حُبِّهِمْ
فَتَّتُوا الشّكَّ مِن صَدرِ الشّجرِ
راهَنُوا على اللِّحاءِ العَقيمِ
فَ .. خابَ
السِّبَاقْ ..

الأمُّ التي أَهْدَتِ السّماءَ قلبَها
ضَحكتْ في وَجهِ المَوتِ
ثُمَّ فَجّرتْ في الأرضِ مَجرّةً من الدَّمعِ ..
الفتاةُ التي زَرْكشَتْ فُستانَها بالنُّجومِ
اصْطَدَمَتْ بالظَّلامِ
فَانْطفأَ الصّباحْ ..

الإِسْتفْهامُ
عَلامةٌ أضاعتْ سُلطَتَها
والأَسئلةُ تَحْتجُّ علَى نِهايةٍ
بِلَا نُقطَة ..
كيفَ تَهرُبُ الأَرضُ مِن النّارِ
إلى المَاءِ
فلا تَغرَقُ في الرَّمادِ ؟
أَينَ أَجدُ أَصابعَ تُقبِّلُ الشَّمسَ
فَلا تَتَشمَّعُ من البَرْدِ ؟..
يَكبُرُ السُّؤالُ
يَتضخّمُ
يَأتِي الجَوابُ صدَى الَّلامَعنَى
يَنْهَزِمُ السُّؤالْ ..

ما يُقالُ / ما يُعادُ / ما يُنْتظَرُ
أَنْطُولُوجْيا ما بَعدَ الْ هُنا
تَأْخُذكِ إلَى ما فَوقَ القَهرِ
لَكنَّكِ يا شَقِيقَةَ يُوسُفَ
رائِعةٌ
كَابْتسَامةِ المَوتَى ..
جَميلةٌ
كَمَلامِحِ اليَتامَى ..
خِصبَةٌ
كَمُزارعٍ يَحرُثُ وَجْهَ جَدِّهِ
ليَغرسَ زَيْتونةً ..
وَلّادةٌ
كَواحةٍ تُلَقِّحُ ثَمرَها لِتُتَوْئِمَ النَّخلَ ..
هُناكَ
حَيثُ تَهْدِلُ المَدينةُ
لِلحَمَامِ
حتّى لا يَنْسَى صَوتَها
وتُثْمرُ شَجرةً خالدَة …

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!