كنتُ صغيرة أراهم حزانى
يهطلُ كشتاء من قلوبهم الأسى
يقطن في جلدهم جرح لا يُنتسى
و كبُرْتُ أحصي فيهم الوجع
المنسكب في قصائد عديدة….
كتبها البحر بالملح و ماء الدمع
لعلّ الشطر ينتشي فيطلق تغريدة
لكنّ زيت القنديل اضمحلْ
و الظلام في زوايا النبض حلّْ
ليلٌ أجوف نام في كل الثنايا
و الزمن حجب أصغر العطايا
لا تسألوني عن غياب الفرح….
ها قد صرتُ شابة و ما انطرح
من معمورة زاد فيها الهمّْ
و وحده الذعر ساد و عمّْ
لا تسألوني عن طعم السعادة
فكيف نذوقها و الفقر يتهادى
و العمر يمضي بعجل يا سادة
يعبر العِبَر و القيم يتفادى…..
إنهار الزمن لحظة انطفأ الفضاء
لحظة سبح الشطر في العراء
خذلتنا الأماني بعد أن واعدتنا
و خذلتنا الرسائل التي وصلتنا
حاولت بالحروف في زمن البرد
أن أخرج الكلوم من زوايا الغدر
حاولتُ أن أشعلَ الوقت الثقيل
و أخْلُقَ دهراً لا يهاب المستحيل
حاولتُ بالحبر أن ألاطف الأعداء
و أقلّص من شر حسد الأصدقاء
حاولتُ أن أعتق القلب الحزين
و أن أروي بمدادي ظمأ البساتين
حاولتُ.. يا الهي كم حاولتْ
لكنّ المآسي تكاثرت كقضاء
لحظة انطفأ الفضاء..
و انحجب الوقت.