الرجلُ الذي فتَحَ نافذةً،
لمْ يُلّوحْ بمنديله لسحابةٍ عابرة .
السحابةُ لا تُسْقطُ غيرَ أحجارٍ تتراكمُ،
لتختبئَ الفئرانُ المذعورةُ في غرفةِ ذاكرتِه.
ما كان للرجلِ أنْ يرى أوجاعَه
تتصفحها -ككتابٍ قديمٍ-أحذيةُ الجند،
ولا بائعاتٍ يُخبّئن أجسادهن
في سلالِ فاكهة .
فقط كان له
أن يتعرّفَ إلى هؤلاء ،
الذين يُطْلقون من كُمّه ظلالهم الحبيسة
و إلى هؤلاء الذين ينتظرون
أن ْتسقطَ أعمارُهم
كعودِ قشٍ من منقار عصفور .
والذين تركوا هزائمَهم أمانات في قلبي .
وله أن يزرع في أصيص النافذة أصابَعه المقطوعة .
الرجل الذي فتح نافذة ً في صدره،
لم يكن له
غير قرنفل أبي وندى حزنه.