العالمُ يتداعى في رأسي
مثلَ قشةٍ في مهبِّ الريح
الحزنُ يقلمُ أظافري
أبحثُ عن مدينة في مدينةٍ
قضمَ الليلُ صوتَ الفجرِ فيها..
الريحُ القديمةُ تصقلُ وجهي
في ليلةٍ عاصفةٍ فيها الكثيرُ من الدهشةِ والألمِ العظيم..
فراغٌ كبيرٌ في السماء
تتدلى منه صدورُ الأمهات
يتساقطُ حليبٌ أسود
يطعمُ آخرَ العناقيدِ المتواريةِ عن الأنظار
في مقبرةِ الأحياء…
ليلةٌ عاصفةٌ
سماءٌ مجنونةٌ
أرضٌ تبتلعُ النخيلَ
نهرٌ يركضُ إلى مثواه الأخير
طيورٌ تنقرُ رؤوسَ الصبيان
شاعرٌ يلجُ القصيدةَ لينجو
يبحثُ عن نفحةِ نايٍ وموقدِ حطبٍ
يسألُ الناجينَ كأسَ خمرٍ
يدندنُ ترنيمةً كنائسيةً
يصحو وإذا بوجهِ الله..!!
