أَفركُ عينيَّ وأصحو.
أيْنَ أنا؟
لا الليلُ يُطِلُّ مِن البروازِ
ولا الصبحُ.
ما مِن لونٍ يُفصِحُ عن درْبٍ
ما مِن تكوينٍ ٍ يُدرِكُني
ليسَ سِوى أطيارٍ يابسةٍ
وروائحَ سوداءَ
وأطلالٍ يأكلُها المِلح ُ.
كلُّ الأشياءِ هُنَا تَنسحِبُ بلا همسٍ
وبِلا سكِّينٍ يَزدَهِرُ الذبح ُ.
أيْنَ أنَا ؟
لا شيءَ يُشيرُ إلىَّ
ولستُ أشيرُ إلى شيء
هل يَكسِرُ تلك البيداءَ النوْحُ.
أوجاعٌ تَتَقافزُ في أنحاءِ الروح
مؤخرةُ الرأسِ هشيمٌ
منذُ مَتَى أركضُ في تلك الغيبوبةِ؟
أيْنَ البِنتُ المَنسوجةُ مِن شَدْو الأضلعِ؟
أيْنَ قِبابُ الريْحَانِ
وتكعيباتُ العشق ؟
وأيَّةُ فوَّهَةٍ ألقتْ بي في تلك المحنةِ
حيثُ الرملُ أميرُ المشهد
والظمأُ سياطٌ
يَتوعدُ
ويفحُّ؟
أرقُدُ مُمتلِئا برعودٍ نافقةٍ
ونهاياتٍ لم أبدأْهَا
وأحاوِلُ أنْ أسترجِعَ أصداءً تُشبِهُني
أجلِسُ فوقَ ترابِ الوقت
أخُطُّ وأمحو .
هل يَكسِرُ تلك البيداءَ النوْحُ ؟