هل للعاشقين مدى ..؟
على امتداد هذا الصَّبر
هل خذلتني الرؤيا ونهاري أفلتَ من قبضةِ الليل..؟
لا ، تشغلْ نفسَكَ بي
في انخطاف الثواني
حين تحاصرني الأسئلة على حِينِ غِرَّةٍ
ألوذُ بالكتب والموسيقى
وأقنعُ الليلَ كي يرتاحَ في الفجر
أنحني وأمدُّ رمشي للغياب
أنتزعُ نفسي من الزمنِ الخطيِّ
ابتكرُ زمنًا حالمًا حفيَّا
يُعلِّمُ الحيارى أبجديتَهُ
أوقدُ شُعْلةَ القِنديلِ
أحضنُ سُنْبُلةَ السّماء
أترنَّحُ بين اشتهاءِ الحاءِ في دمي
حدَّ التَمَاهي وضمِّ الباءِ في يدي
وأصبح كنُقطةِ عَنْبَر في عينِ عاشق..
يُشغلني القلب ويستعصي عليَّ القلبُ
لا تقرُّ القلوبُ اسرارها-نبضاتٌ -لا تجيبُ
فالقلبُ مئذنةٌ للحُبِّ
وفوقها قدرٌ يمشي بلا قلبِ
في كُلِّ معنى
فيه الشُّروقُ وراءَ النَّبضِ مُلتحفٌ
والمجاز لغة الفقراء
كيف لكلماتٍ أن تحكيَ جوع الفقير؟!
في العينِ زهرةُ قرنفلٍ
يُهَدُّدُها عَصْفُ الفؤادِ
بأنَّ لا وقتَ للحُبِّ..
أحرِّضُ النعنعَ البريّ
أمْهلُهُ لكي يُجرِّبَ يومًا
نكهةَ العشقِ
لا تبتئس يا حبيبي:
لي من يوسفَ سُبحة ُالنبيِّ
ولي مثلُ ابتهالاتِهِ في كعبةِ الحُبِّ
هنا ، من هذا المدى ، حلَّقتْ روحي إليك
وتطايرت فراشاتها نحوك
هنا ، هناك من هذه النظرة بالذات
هناك ،من هذه الدمعة في العين
اكتشفتُ ظلِّي ،وسئمتُ الأسئلة .
