هُنا العِيد/بقلم:نبيلة الوزّاني (المغرب)

كُلّما حَاولْتُ الدُّخُولَ إلَى هَذا النَّصِّ
تُوقِفُنِي سَحْنتُهُ البَاهتَةُ
تُمْسِكُ بِي
تَسْتدِيرُ بِأصَابعِي
وَتَقُولُ :
لَا تَقْتَرِبِي مِن هَذا النَّصِّ
يَفْرِشُ الحُزنُ ظِلَّهُ علَى وَجْهِهِ ..

يَحْترِقُ الوَرَقُ
يَتبَخّرُ الحِبرُ
يَتَمدّدُ الوَجعُ
ويَشرَبُ نَخبَ العِيدِ
فِي جَماجِمِ المَوتَى
فِي كُفُوفِ الفُقرَاءِ
فِي جُيُوبِ العَابرينَ
علَى جَسدِ الرّجاءِ
فِي عُيونِ أَطْفالٍ
لَمْ يَتهجَّؤُوا الفَرحْ ..

وَحدَهُ التُّرابُ
يَعْجِنُ الحُرْقَةَ بِدَمعِ الأَرَامِلِ
وَيَطْهُوهَا فِي قَلوبِ الثَّكالَى ..
وَحْدهُ الفَراغُ
يَأخذُ بِيدِ اللّا شَيْءٍ
إلَى قِمَّةِ الفَراغِ
يَقْطَعُ بِنَا الشّوارِعَ الجَانِبيَّةَ
وَيَجُرّنا إلَى كَسَادٍ فَسِيحْ ..

الذِينَ يُثَرثِرُونَ كَثيراً
قُلوبُهُمْ قَاحِلةٌ
لاَ غَْيمةَ تَسْقِيها
تَلُوكُها رِيحٌ جَائِعةٌ
فَلا تَعرِفُ المَطرَ
فَمنْ سيُطْفئُ العَطشَ
مِنْ صَدرِ المَاءْ ؟!!

كَمَا أَنتَ
تَذهَبُ .. فَننْسَى
ننْسَى .. وَتَعودُ
تَأتِي
والطّريقُ مُطْفَأةُ السَّماءِ ؛
قُلْ أيُّها العِيدُ
لِماذا تُوَزِّعُ السّكاكينَ
والحَظيرَةُُ شَاهِقةُ الإِغْلاقْ؟

كَمُهَرِّجٍ عَجُوزٍ
مَا تَزالُ
بِذَاتِ الوَجْهِ
بِذَاتِ الأَلْوانِ
بِذَاتِ الحَركَاتِ
تَفْرِكُ قَلبَكَ بِقَهْقهَةٍ وَاسِعةٍ
تَضْحكُ تَضْحكُ تَضْحَكُ
تَبْكِي
تَ
بْ
كِ
ي
ي
ي
وَتُغنّي :
أيُّها الأَنتُمْ
هُنا العِيدْ ..
//
وَأنَا
أُجْزِمُ
بِأنِّي دَخلْتُ هَذا النَّصَّ
غَرقتُ فِي الأَسَفِ
وامْتلَأَ البُكاءُ بِي .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!