واجهة السلطة/بقلم : عبد القادر محمد الغريبل

داخل خيمة كبيرة رست بمقاعد وثيرة
تتوسطها منصة عالية جلس الحاكم
بوجه محتقن بالدهن وكرش متكور بالتخمة
كبرميل مكتنز بالشحم واللحم
مرتديا بدلة عسكرية موشاة بأوسمة ونياشين
محفوفا بأعيان البلد و رجال السلطة
الذين عاهدوه على الولاءو الطاعة
اصطف المتهمون بالتمرد وإثارة الفتنة
و بغطرسة الوضيع ودونية المتعالي
أشار الحاكم بأصبعه
نحو شخص وقور ضامر البطن
غائر العينين
وآثار التعذيب بادية على جسده الواهن
_هيا انظروا إليه عن قرب
أنظروا إلى ما تلقبونه بالزعيم
أنتم قطيع بهائم لا تفقه شيئا
إنه مجرد جرذ حقير
قصير النظر يجلس في بيته
طول اليوم يقرأ الكتب
لا يمكننا البقاء هنا اليوم بكامله
في تقديم تحياتنا الأخيرة
هذا هو
ابصقوا على وجهه وانسوه
هذا ما يفرضه واجب السلطة
ويمليه تكليف المسؤولية
حين يكون القائد قويا للغاية
يصبح الشعب ضعيفا
_ابصق على وجهه

_لا سيدي
أنا لن أدنسه
_ابصق عليه
أو ستعدم حالا

_أنا سيدي
ليس لدي رغبة في الموت
ولكن لو أجبرتني على الاختيار
فسوف أموت بشرف
حتما سأموت
لن أعيش إلى الأبد
لذا سأموت بكرامة

_ربما نضغط عليكم كثيرا
يحسن أن نترفق بكم قليلا
_هل هناك أحد لديه شرف?
أرونا الأسلوب الأنسب في تعظيم
هذا الحقير الماثل أمامكم
أرونا الطريقة الأمثل في تشريف
هذا المدان الواقف أمامكم
لكم حرية الاختيار والتصرف

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!