ربما غاب عن العيون صهيل الخيول
و نام الرجل الشريد على رصيف
الحكاية
لم تكن البلاد التي اسمها الخضراء
تبحث عن الينابيع في عز الظهيرة
بل كانت القوافل الاتية من اقاصي
الشمال
ترمم أخر ما تبقى من القلاع…
اسراب من حمام حضرموت
يحلق بعيدا
و الاجنحة لا تخاف من رايات الجنوب
المتاخم للانين
هذا بريق المعركة أم لهيب الحساب
الاخير؟
هذا طريق الفاتحين بإتجاه الغروب
أم درب الخارجين عن حياض
القبيلة؟
واقفا على أرض ثابتة
و عيناه باتجاه الاقاليم البعيدة
يباغت خصوم الوردة قبل اعلان
الرحيل
و انفتاح المرء على مرايا الكلام الفصيح
ها هنا جدار قديم
و ولد جريح
و ارتماء الجسد العليل في المياه
أصوات العنادل غابت عن المشهد
و صار بامكان ألاصابع ان ترفع الرايات
قريباً من التخوم
بعيدا عن صمت القرى
و انحناء الجباه
هنا كيان و سيرورة حذو الغياب
و أولاد لا يخافون من ديمومة
الأشياء
ربما لم يكن في الحسبان هروب الفتى
من صدى الأمنيات
و انفتاح الرؤى على المكان القصي
اقلام تكتب النشيد المشاكس
و أصوات الغرباء تباغت الأجساد
ليس في السفينة ربان و لا مسافرون
ليس في المدينة الهاربة من الأضواء
عشاق للزمن القديم
بل مازال في الوقت متسع لاغراق
المراكب …
و اقتراب الضفاف من الينابيع
الأنهار هي البوصلة
و الاقمار هي المفاتيح
و الأزهار هي الروح المسافرة إلى الدهاليز….
سماء القرى تضيء الدروب
و زفرات الجريح الأخير
تربك ورقات الغيم
حين تكون وحيداً جالسا على رصيف
المتاهة
يباغتك الفتى بالصراخ
أنت الآن خارج الاسوار
و لا أحد يسالك عن جراح البلاد
التي سافرت إلى ملكوت الغياب
هنا يداي تسأل العالم
عن خطاي كيف اخذتني إلى السراب
البشير عبيد