كانت البداية في إحدى الحفلات – وكانت أمسية فلسطينية في الجامعة الأميركية بالشارقة – كنت انا وزوجتي نشاهد الفرقة الفلسطينية التي كانت ترقص وتغني وتدبك آنذاك ،
عندما ظهر احد الشعراء – بين الفقرات -وأخذ يلقي قصائده العصماء بكل حماس ، وبكل احترافية .
تمنيت في تلك اللحظة أن أكون مكان ذلك الشاعر ، فقد أعجبني دوره ، واعجبتني
اغنياته .
دارت الايام ، ومرت السنون ، ونسيت ذلك الحلم ، وغابت عني تلك الأمور ؛
إلى أن كان يوم اتصل بي أحد الأصدقاء وقال :
– هناك فرقة فلسطينية تنوي أن تقدم حفلة في النادي الثقافي العربي بالشارقة وينقصها شاعر ، هل عندك استعداد للمشاركة !
أجبته فورا بنعم ، وبعثت له قصيدتين جميلتين تحكيان عن فلسطين وعن مدن فلسطين ( رام الله ، وغزة ).
في اليوم التالي ، اتصل بي مدير الفرقة، وقال يسرنا يا استاذ أن تشاركنا الحفلة بقصائدك الجميلة ، والتي اطلعت على اثنتين منها ، لكنني ..
أريد أن اتعرف عليك أولأ واسمع صوتك ، فهل تتكرم وتمر علينا في النادي الثقافي العربي !
مررت عليهم في نفس اليوم مساءً ، حيث كانوا يجرون تمارينهم وتدريباتهم استعدادأ للاحتفال ، فتعرفت على مدير الفرقة ، وعلى مخرج الحفل حيث رحبا بي واستمعا إلى قصائدي على الهواء مباشرة !
في الليلة الموعودة ، ذهبت للحفلة وأنا أكاد أطير من الفرحة ، فقد تحقق حلمي القديم ، وجاء دوري لأن أكون ذلك الشاعر الذي تمنيته يومأ !
كانت حفلة جميلة وساحرة ، خصوصاً الدبكات الجميلة التي برعت فيها الفرقة بشبابها وشاباتها ، فقد قدموا أجمل الرقصات ، وأحلى الأغنيات الفلسطينية الشهيرة .
أما أنا فقدخصص لي فقرتين بين الرقصات ، في الأولى ألقيت قصيدة رام الله ، وفي الثانية قصيدة غزة ؛
لاحظت في الفقرتين أن الجمهور كان سعيدأ جدأ بهما ، ففي كل مرة كان يعلن فيها عن ظهوري ، كانت القاعة تضج بالتصفيق ، وتنطلق الزغاريد من كل حدب وصوب !
لقد برهن الجمهور في تلك اللية ، على أن احتفاءه بالشعر لا يقل ابدأ عن احتفاءه بالدبكات والأغاني !