بقلم : موفق السلمي – (اليمن).
إلى المخرج التركي السينمائي المتميّز متين جوناي ، أكتب إليك ، أنا موفق السلمي ، المتسلق على ظهور الأدباء والكُتاب ، بالفعل لا أجيد الكتابة ، ولا قواعدها ، وثقافتي بسيطة كبساطة قريتي النائية ، عزيزي متين بصورة شبه يومية أكتب ما يعتلج في ذهني من أفكارٍ ، ثم أنشرها على حائطي في فيسبوك ، وأمكث بعدئذٍ أحسب عدد اللايكات.
هذا أنا يا جوناي ، لا أشغل حيزا من الفراغ ، وليس لحروفي كتلة ، ولا يمكن وزنها في ميزان النثر والأدب ، لذا فقد كنت أنثني حين أعتزم أن أكتب إليك وأنا أشاهد مسلسل قيامة أرطغرل في مواسمه الأربعة ، حقا كيف أخاطبك؟ ومن أين لحروف أن تصلك؟ ولا وزن لها!
عزيزي جوناي ، أنا أحد الناس الذين صيّرتهم حبكة إخراجك يعيشون أحداث المسلسل رغم بعده ، وقد استطعت أن تحسن من صورة الأتراك وقيامتهم ، وذاك بعد حملات التشويه التي نالت من تلك الحقبة الزمنية ، وقد صرت اليوم مع ملايين متابعي قيامتكم نفكر بدولة الخلافة الراشدة التي على منهاج النبوة ، وعلى أيديكم أنتم أيه الترك.
متين جوناي ، أرجو أن تسامحني ، فاتني ثلاث حلقات ، من قيامة عثمان ، ولا أتذكر أي مهام شغلتني عنها ، وللتو فرغت من حلقتكم الرابعة ، نعم جوناي فرغت من حلقتكم الرابعة خائفا مرعوبا ، أرعبني مجرمو القلعة تلك ، لقد أستحدثوا أساليب للتعذيب خبيثة ، أريت أنهم يسقون السيد بالا سما مميتا ، أريت كيف كانوا يضعون قطعة القماش مع صب الماء لدورسون .
بالله عليك جوناي ، مثل هذه الخبائث لا تخرجها في مسلسلك أبدا ، إن المجرمين والخبثاء يتلقفون ما تصنع ، فلسنا وحدنا من يتابعك ، وجميعنا يحرص أن يتعلم منكم وأجدادكم الدهاء والفطنة ، والمجرمون هكذا مثلنا ،وفي كل مكان في الأرض، يتلاقحون الأفكار ،ويأخذ بعضهم عن بعض .
أتعلم جوناي أن قرانا الصغيرة في اليمن السعيد فيها أمثال البأستي ودراغوس وكوبيك ، وقد أخذوا عنهم الكثير ، وقد رأيت بيبولات بأم عيني هنا في هذه الشعاب في ظلام الليل مرتديا زي البأستي الجبان.
عزيزي المخرج ، أعد لنا أرطغرل، لبعض الوقت فقط ، إلى حين موت دوندار ، ورشد عثمان.