اغتيال رزان النجار.. حلقة جديدة من مسلسل حافل بالوحشية والإرهاب

عبدالعزيز كمال الكيلاني

جريمة جديدة يرتكبها الإحتلال الغاشم.. هذه المرة في حق الممرضة رزان النجار. رزان، التي كانت أول متطوعة لإسعاف الجرحى خلال مسيرات العودة على حدود قطاع غزة، تستشهد برصاص الغدر الصهيوني الذي اغتالها بكل برودة. رزان، التي سبق وأن أصيبت أكثر من مرة خلال مسيرات العودة، أبت عليها شجاعتها من مواصلة الطريق الذي اتخذته لأداء رسالتها الإنسانية. شجاعة، لا يمتلكها إلى المؤمنين بحق قضيتهم، رأيناها من رزان التي لم تغادر الميدان، حتى ارتقت شهيدة.

لم يكن مفاجئاً أن هذه الجريمة الإنسانية حدثت في ظل هذا السكوت العربي المريب. فبالرغم من تعبير مسؤولين في الأمم المتحدة عن سخطهم إزاء قتل قوات الاحتلال للممرضة الشابة رزان النجار خلال تأديتها لواجبها الإنساني في تقديم الإسعافات الأولية مع جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية، إلا أن الصمت العربي المريب لازال يخيّم على الحادثة. فلم نسمع بمظاهرات عمّت الشوارع، ولا ببيانات استنكار لهذه الجريمة النكراء التي وقعت بأيدي جنود الإحتلال.

إن سكوت المجتمع الدولي عن جريمة كهذه يعتبر وصمة عار في جبين هذا المجتمع. فالتضامن وحده، لا يسمن ولا يغني من جوع. لقد تعودنا على شعارات التضامن الرنانة منذ أمد بعيد. نحن بحاجة إلى أفعال لتوقف جرائم الحرب هذه. نحتاج إلى دعم دولي للتحقيق في جريمة اغتيال هذه المسعفة ومحاسبة مرتكبيها. هذه المسعفة كان همّها هو انقاذ الأرواح. لم يكن بيدها أسلحة أو قنابل، بل دماء الشهداء التي كانت تودعهم قبل أن تلحق بهم.

جريمة مقتل هذه الممرضة، ليست حادثة فريدة من نوعها. بل هي حلقة من مسلسل طويل حافل بالوحشية والإرهاب يخرجه الإحتلال. هذا المسلسل الدموي اللانساني يجب عليه أن يتوقف. لكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه: من الذي سيوقفه؟

إن التخاذل العربي هو الذي أوصل حال الأمة إلى هذه المرحلة. فلولا التطبيع والهرولة العربية، لما تجرأ العدو الغاشم على القيام بهذه الأعمال الوحشية. ومأساة الشعوب العربية المسكينة هي خذلان بعض حكامها الذين أصبحوا أداة في أيدي المستعمرين والصهاينة.

المصدر : 
 شرق  وغرب

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!