الإنسانُ الكوثر هو المعطاء الذي يجودُ مما عنده وومما يملك، وعطاءُ الانسان كوثر لا حدود له، ولا حصر له في مالٍ فقط، الابتسامةُ صدقه، وإغاثة الملهوف صدقه، ومساعدة محتاجٍ في قضاء حاجته صدقه، كان موسى عليه السلام رجل كوثر ورجل معطاء عندما ورد ماء مدين، ووجد امرأتين تذودان، لم يمر من أمامهما مرور الكرام، إنما نظرَ إلى ما يملكُ من قوةٍ فساعدهما، ولم ينظر إلى فقره، ثم أتت أنهار الله لموسى من أمن اقتصادي واجتماعي وسياسي، مقابل موسى كان هناك فرعون وهامان وقارون وكل منهم أبترُ في الدنيا وأبترُ في الآخرة.
والانسانُ الكوثر لا ينظر إلى ما يفقده، وإنما يعمل بما يجده، كم من إنسان كوثر نرى خيره وعطاه للناس حتى بعد موته، وكم من إنسان يمتلك المليارات مات أبتر حتى من ذكر إسمه ولم يأخذ معه شيئ، لكل إنسان اليوم بما يملكه فقط يستطيع أن يكون انسان كوثر، يساعد محتاج، يتكفل بطالب علم، ينصح نصيحة حسنه، ينفق على أيتام، كم من إنسان معدوم الذرية كفل ألف يتيم فله أجرهم وأجر من سيخرجُ من أصلابهم، وكم من إنسان يمتلك عشرات من الأبناءِ والاحفاد ولكنه كأنه أبتر حيث عق آباه فعقه أبنه والجزاء من جنس العمل.
ليس للرجل قيمة بماله إنما بما ينفقه، وليس له قيمة في علمه الا ما علمه، وليس له قيمة في قوته إذا لم ينصر مظلوماً ويأخذُ بيدِ الظالم، وليس للرجل ذرية الا في صلاحها وبرها وتقواها، وليس للملك قصر إلا في عدل بين رعيته، وكل رجلٍ وشيخ وعدل سيحاسبه الله على أبناء قريته أو حارته وهو ينظر إليهم يذهبون إلى محارق غيرهم دون أن يكون لهم النصح والإرشاد من قبل أبناء حارتهم أو قريتهم، الصلاة كوثر الإنسان وبها يكون الإنسان كوثر في حياته.