من أهم الحاجات اللي حصلت لي في الفترة دي اني بقيت بشوف التليفزيون ، وبتنقل بين قنواته علي غير العادة ، ربما لكسر الرتابة والملل أو تبديد القلق والتوتر ، وكان حظي النهاردة اني أشوف فيلم للعبقري محمود مرسي ، أنا بحب محمود مرسي في كل أدواره وأعماله ، فنان مثقف وبيعرف يختار دوره ويؤديه بعبقرية ، أول ما شدني له دوره في فيلم الشحاذ وده قصة غاية في الجمال لنجيب محفوظ بتدور حول القلق الوجودي بعبقرية وامتياز لم أر لها مثيلا ، غير رحلة ابو العلا البشري وغيره وغيره ، وده حنرجع له في يوم ما ان شاء الله ،
المهم النهاردة وقع حظي مع فيلم اسمه الجسر وده انتج 1997 ، الفيلم بيقدم مجموعة من الرسايل غاية في الأهمية بين جد وحفيده ، الرسايل دي المفروض تتدرس وتقرر علي كافة مراحل التعليم في بر مصر ، بدل منسيبهم فريسة لمحمد رمضان وشاكوش وحمو بيكا
والكائنات العنيفة دي ، ومش بس كده والكلام ده لوزير الاعلام اللي عنده أكتر من عشرين قناه ملهمش لا لون ولا طعم ولا ريحة : تخيل يا معالي الوزير ان لو كل قناة من دول أذاعت الفيلم ده في يوم حيكون ايه شكل اولادنا ؟؟!! و أكيد مكتبة التليفزيون زاخرة بمثل هذا العمل ،ونفس الكلام لوزير التربية والتعليم اللي عنده مناهج ما أنزل الله بها من سلطان مش مخلية لنا هوية بين دول العالم .
المهم الرسايل دي عاملة توازن غاية في الرقي والمتعة بين الأصالة والمعاصرة ، الفكرة بتتعالج ببساطة غير مخلة وأريحية ، غير مفتعلة ، وتنساب بين ضفتي الفيلم بانسيابية خلابة ، بمباراة رائعة في الآداء ووعي بين الجد والحفيد ، تتناول الفكرة من خلال البسيط لترتقي به الي العميق والمركب ، وفي النهاية تنتصر لفكرة التجاور لا التناحر ، الحوار لا الارهاب ، المناقشة لا جدل بيزنطة . وان مفيش حاجة اسمها صراع الآجيال ، دي آفة دخلت علينا من حتت تانية مش حسنة النية ، انما فيه حاجة أجمل اسمها التراكم مع الغربلة الدايمة لفصل الزائف عن الأصيل ، والعابر عن المقيم .
يا تري كام واحد فينا كان جسر لأولاده أو أحفاده في الفترة المهمة دي ؟
التحية لكل من شارك في هذا العمل المحترم .