الدوحة تمنحنا الفرح المفتقد بقلم الشاعرة. ابتسام الصمادي. سوريا

لصحيفة آفاق حرة

 

الدوحة تمنحنا الفرح المفتقد

بقلم الشاعرة. ابتسام الصمادي. سوريا.

كلما مررت من ذاك الطريق يفتح خيالي بواباته على مصراعيها ويأخذني الى “أفتح يا سمسم”والى” الأميرة النائمة والأقزام السبعة” كمن يهبط مصعداً في برج شاهق العلو. فقررت أن أكتب عنه وأرتاح …
في الطريق المؤدي الى (الوعب) على تقاطع (السدّ) مع شارع (جوعان) يجلس صندوق أثريّ كبير من التُحف ، أود لو أرسل من يُلمّعه وينظفه لأنه يحوي خزين من خيالنا الذي كنّا نملكه في الطفولة من كنوز علي بابا والأميرات …يخطر ببال الصغيرات أنه مملؤ بالمجوهرات والأقراط وسلاسل الذهب واللآليء المكشوفة المتهدلة ، كم يحوي هذا الصندوق من خيالاتنا وأحلامنا،لماذا فتحتموه نصف فتحة على أرجاء طفولتنا المفتقده منذ جرحين وحرب طاحنة ؟! ..إنه تحفة فنية أودّ لو أحملها معي الى الشآم وأترك مكانها قلبي وديعة ، ثم أدندن لها : “بيلبقلك شك الألماس ع دروب دروب”. فالمدن كالصبايا تفرح بحُليّها وفساتينها وأدوات زينتها، تفرح بنظافتها ونسائمها وموسيقاها وعطورها،.
تمرُّ وأنت تفتح زجاج سيارتك هذة الأيام في الطرق المؤدية الى البحر فتتغلغل برودة هادئة النسمات في مدينة تُغيظ كل المدن الغارقة الآن في بردها وأمطارها..
على الكورنيش تقع صدفة كبيرة بلؤلؤة فاخرة أترك لها مقاماً آخر لأتخلص من عبء جمالها عليّ.
في الدوحة تحتفل بك الأسواق فيحضرون لك الفنّ في المدارج والساحات ، لتستمع الى مطربيها وتحضر مبارياتها ولا يمنعك شرطي من الفرحة بل يوزعها الأطفال في “القرنقعوة”بنكهة مختلفة عن “الهولاوين”في الغرب مع أنها تشبهه كثيراً لكن الفرق أن أطفالنا يقرقعون أيامك وضحكاتك…
في سوق واقف ، تقف لتتفرج على الفنانين التشكيليين أمام مبنىً مشغول بسنارة إمرأة من القرون الوسطى ، وهم يرسمون بالأسود والأبيض وجوه جميلة ووجوه غريبة …تتفرج على مقاهٍ تحمل أسماء لعواصم عربية عديدة بكل أكلاتها الشعبية ،من الكبة الشامية في “داماسكا”الى الطاجن المغربي والمندي اليمني مروراً بطعمية القاهرة الى المسقوف العراقي ومناقيش الجبل اللبناني و و…الخ تجمعنا كل هذه العواصم بالتذوق والطعم ،بالثقافة الواحدة ،باللغة والأرض والدين …وتفرقنا “فيزا”الدخول!؟

عن محمد فتحي المقداد

كاتب وروائي. فاز بجائزة (محمد إقبال حرب) للرواية العربية لعام 2021م. الروايات المطبوعة هي تشكيل لرباعية الثورة السورية. -(دوامة الأوغاد/الطريق إلى الزعتري/فوق الأرض/خلف الباب). ورواية (خيمة في قصر بعبدا)، المخطوطات: رواية (بين بوابتين) ورواية (تراجانا) ورواية (دع الأزهار تتفتح). رواية (بنسيون الشارع الخلفي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!