الظلم اس الخراب والفساد ويجلب الدمار والفقر/بقلم:حاج حمد السماني

الظلم عند الجيل الاول
نزل سيدنا ادم عليه السلام وزوجته بعد ان اكلا من ورق الشجره المحرمه وكان ذلك الفعل بدايه الظلم وكان وراءه الشيطان والذي قصد من ان تزول النعمه عن سيدنا ادم وزوجته ثم تقبل الله عز وجل التوبة من سيدنا ادم عليه السلام قال تعالى
﴿وَقُلنا يا آدَمُ اسكُن أَنتَ وَزَوجُكَ الجَنَّةَ وَكُلا مِنها رَغَدًا حَيثُ شِئتُما وَلا تَقرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكونا مِنَ الظّالِمينَ ۝فَأَزَلَّهُمَا الشَّيطانُ عَنها فَأَخرَجَهُما مِمّا كانا فيهِ وَقُلنَا اهبِطوا بَعضُكُم لِبَعضٍ عَدُوٌّ وَلَكُم فِي الأَرضِ مُستَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حينٍ۝ فَتَلَقّى آدَمُ مِن رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوّابُ الرَّحيمُ﴾ [البقرة: ٣٥-٣٧].
وبعد نزوله اختلف ابناء ادم عليه السلام قصه الاخوين فقام الاخ بقتل شقيقه ومن هنا بدا سفك الدماء وتعدي الانسان على أخيه منذ العهد الاول لعيش الانسان على الارض قال تعالى﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ وَالبَحرِ بِما كَسَبَت أَيدِي النّاسِ لِيُذيقَهُم بَعضَ الَّذي عَمِلوا لَعَلَّهُم يَرجِعونَ﴾ [الروم: ٤١] في تفسير الجلالين {ظَهَرَ الْفَسَاد فِي الْبَرّ} أَيْ الْقِفَار بِقَحْطِ الْمَطَر وَقِلَّة النَّبَات {وَالْبَحْر} أَيْ الْبِلَاد الَّتِي عليها الْأَنْهَار بِقِلَّةِ مَائِهَا {بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاس} مِنْ الْمَعَاصِي {لِيُذِيقَهُمْ} بِالْيَاءِ وَالنُّون {بَعْض الَّذِي عَمِلُوا} أَيْ عُقُوبَته {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} يَتُوبُونَ.
وهنا وقفه مهمه لنتعلم من كتاب الله تعالى ان فقدان الموارد الطبيعيه وغلتها سببه الفساد الذي اكتسبته ايدي الفاسدين من الناس وليس سببه كسره المواليد اي ازدياد عدد السكان في ظل قله الموارد وهذا قول اصحاب الماده ان الله سبحانه وتعالى القوي العزيز المحيط بكل صغيره وكبيره ويعلم ما في الارحام فهل يعجز ربنا سبحانه وتعالي عن اطعام خلقة الذي اوجده من عدم !!! سبحان الله
وقال تعالى في كتابه العزيز
﴿وَما مِن دابَّةٍ فِي الأَرضِ إِلّا عَلَى اللَّهِ رِزقُها وَيَعلَمُ مُستَقَرَّها وَمُستَودَعَها كُلٌّ في كِتابٍ مُبينٍ﴾ [هود: ٦].
وقال تعالي
﴿وَلا تَقتُلوا أَولادَكُم خَشيَةَ إِملاقٍ نَحنُ نَرزُقُهُم وَإِيّاكُم إِنَّ قَتلَهُم كانَ خِطئًا كَبيرًا﴾ [الإسراء: ٣١].
هذه الافكار العقيمة من الخوف على رزق الابناء قديمة عند الانسان
في عهد الجاهلية كانوا يقتلون اولادهم خشيه النفق عليهم وخوفا من الفقر فوعظهم ونهاهم عن ذلك واخبرهم ان رزقهم ورزق اولادهم على الله ثم اوضح لهم ان ذلك الفعل القتل خطيئة .
• ان للظلم والفساد اثار خطيره ومدمره على حياه الناس اجمعين لذلك حزر ربنا عز وجل عباده من الظلم ففي الحديث القدسي عن أبي ذر الغفاري – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال : ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ، يا عبادي ، كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم ، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته ، فاستطعموني أطعمكم ، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته ، فاستكسوني أكسكم ، يا عبادي ، إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا ، فاستغفروني أغفر لكم ، يا عبادي ، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، يا عبادي ، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ) أخرجه مسلم في صحيحه.
وقال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز ﴿ما يُبَدَّلُ القَولُ لَدَيَّ وَما أَنا بِظَلّامٍ لِلعَبيدِ﴾ [ق: ٢٩] وايضا قال تعالي
﴿تِلكَ آياتُ اللَّهِ نَتلوها عَلَيكَ بِالحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُريدُ ظُلمًا لِلعالَمينَ﴾ [آل عمران: ١٠٨] ويا سبحان الله خالقنا حرم ظلم على نفسه ثم حرمه على العباد ويأتي الانسان فيظلم ويحتدي على حقوق غيره ورغم ضعفه وهوانه يتسلط ويتجبر على خلق الله وهو الذي لا يقدر على العيش منفردا ولا يتحمل اذيه الحشرات الضعيفة.
لقد راعت القيادات في بعض الدول وفي مختلف الحقب التاريخيه لاهميه العدل فهو اساس الحكم ولقد فصلت من القوانين ما يراعي ويعدل ويحقق العدالة والمساواة بين افراد المجتمع.
وبالقابل سلكت دولا اخرى نهجا مختلف وفصلت القوانين وهندمتها على حسب اهواء وامزجه قله من الافراد لها نفوزا وقوه فغيرت القوانين التي تتعارض مع مصالح تلك القلة الظالمة وعندهم تعدل الثوابت القانونية لتصحيح وتقنين اوضاعهم المخالفة فيتحول الدستور والقانون من اداه لتنظيم الحقوق لأداء لهضم الحقوق وللظلم البشع الذي ياتي من المتعلم الخائن لامته ووطنه والله المستعان.
ومن اشكال الظلم اعفاء شخص ما من عقوبة بسبب معين كغرابته بشخص مؤثر -محسوبية وواسطه –
او بسبب انتمائه القبلي او الحزب او الطائفي او لشخصه حيث يكون من كبار الشخصيات والمسؤولين في الدولة او لأي سبب اخر يحول او يكون سببا لإعفاء الجاني او المدان من العقوبة

او اعطاء ميزه غير مستحقه وتكون خصما على الاخرين وتتعدد الاشكال وتتنوع ويظل الظلم ذلك القبح والفساد المدمر.
ومن امثله ذلك في السيره العطرة …المرأة التي تستعير المتاع من الناس احتيالاً ثم تجحده. فاستعارت مرة حليا فجحدته فوجد عندها . وتم قطع يدها رغم انها من اسرة عريقة وبهذا تم تحقيق الردع العام وحصن المجتمع من هذا الظلم والفساد والجرائم المالية .ففي الحديث
عن عَائِشَةُ رضي الله عنها «أَنَّ قُرَيْشا أَهَمَّهُم شَأن المَخْزُومِيَّة التي سَرَقَتْ، فَقَالُوا: مَنْ يُكَلِّمُ فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟، فقالوا: وَمَنْ يَجْتَرِئُ عليه إلا أسامة بن زيد حِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فَكَلَّمَهُ أسامة، فَقَالَ: أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ الله؟ ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ، فقال: إنَّمَا أَهْلَكَ الذين مِنْ قَبْلِكُمْ أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أَقَامُوا عليه الحد، وَأَيْمُ الله: لَوْ أَنَّ فاطمة بنت محمد سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا». وَفِي لَفْظٍ «كانت امرأة تَسْتَعِيرُ المَتَاعَ وَتَجْحَدُهُ، فَأَمَرَ النبي صلى الله عليه وسلم بِقَطْعِ يَدِهَا».

لذلك فالعداله والقصاص من الكافه واجب بغض النظر عن شخصيه المجرم فالحكمه هنا النظر الى الفاعل وفعله وليس للشخص واصله واهميته وهنا تكمن العدالة.
تتعدد اشكال اكل اموال الناس بالباطل والتعدي علي اموالهم من السرقة والنهب والاحتيال والخداع والابتزاز والفساد وخيانة الامانة وغيرها .
قوله تعالى:
(( يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما * ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا )){سورة النساء: 29-30}. وقوله صلى الله عليه وسلم: من غش فليس مني. رواه مسلم.

من اشكال الظلم المحسوبية والواسطة ومن اشكالها توظيف افراد ليس لهم كفاءه مما يعطل ويعيق من لهم كفاءه ويؤدي ذلك الى
• قتل الابتكار
• كثرة التسيب
• تساقط العمال والموظفين بترك العمل كالاستقالات والغياب ونحوها
• تجنب الكفاءات للوظيفة

من اشكال الظلم في المؤسسات عند التعامل مع الجمهور هو التأجيل والتسويف في اعطاء الحقوق او تقديم الخدمات وتعطيل مصالح الناس فتجد الموظف المتكاسل يردد تلك المقولة تعال بكره واليوم انتهى اديها كم يوم وتعال ثاني وغيرها وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن ابي هريره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((مطل الغني ظلم واذا اتبع احدكم على ملي وليتبع )) المطل هو تأخير الغني الواجد للمال قضاء ما عليه من دين
وهذا النموذج عند تأجيل وتأخير اعطاء الحقوق افتح ذلك الباب الى مفاسد اخرى ومنها
• البحث عن الواسطة او السماسرة
• تقديم الرشا والرشاوي
• ترك الحقوق كسلا او ضعفا
تلك بعض النماذج والاشكال للظلم الذي يقع على الافراد في المجتمع واخيرا فان اقبح انواع الظلم هي التي تقع من فعل القوي المتعلم والخبير بالقوانين واللوائح ويبحث في بعضها ابتغاء الثغرات فيهضم من خلالها حقوق الضعفاء.
تكون ابشع صور التعدي واقبحها عندما تعكس الاحكام في ساحات العدالة ويتم تبرئه المجرمين وادانت الابرياء

 

About محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!