الـقـراءة / بقلم : الشاعرة المصرية جهاد نوار( جاردي أنا )

 

ما أجملها عندما تتوسد يديك نسخة من كتاب صدر لأول مرة..

مغلق الصفحات و أنت من ستتفتتح تلك الكنوز الخفية حسب كاتبها و براعته فى السرد أو النقل.

لذة القراءة فى تلك اللحظة ذات مذاق مختلف، مع رائحة الورق المعجونة بمداد كاتبها.

حياة جديدة تخطو فى دروبها فى تؤدة قد تتعثر فى جملة أو كلمة

حسب مقدرة الكاتب اللغوية،و مفرداته المطبوعة سواء كان من العمالقة ممن يجعلك فى حالة بحث و اجتهاد للفهم و تحسس ما بين

السطور.

أو كان ممن لهم بريق البساطة المتألقة فى حضور شيق بلا عُـسر

ففى كلا الحالتين نشوة المعرفة تغريك للاستمرار.

فالقراءة الأولى دوما تكون للاستطلاع العام، ألتهم فيها كل ما اراه

كى لا يفوتنى حدث او صورة أو فكرة.

و كل ما يتلوها من قراءات متتالية فهى بمثابة لقاء جديد أكتشف

كل مرة ما كنت عنه غافلة.

فجمال القراءة ليس فى التصفح مرة و كفى، بل هناك من الكتب

ما يُِـقرا مرة و مرة لدسامة محتواه،و ثقل أفكاره.

فقد تكون الاعادة بعد سنوات شوقا للقاء جديد بالفكر مع من تعلمنا من كلماته، فنهرع لكتابه نتصفحه مع هوامش الذكرى التى قد نكون

طبعنا بعضا منها كخط هنا و نقطة هناك،أو ملحوظة بخط باهت على

استحياء قد وضع.

نتذكر  بها لحظة ما، أو شعور يستحوذ علينا.

هى القراءة لعاشقها فقط من يفهم أنها غذاء الروح قبل العين ففيها نسافر عبر، التاريخ و الأماكن و العصور.

و نحن جلوس او متكئين لا نمل فى انتظار نهاية كل صفخة ففصل

حتى الخاتمة.

قراءة الورقات المزدانة بالحروف،و ليس ال p.d.f الخالى من الحياة

فما أجمل عبق تلك الصفحات،خاصة بعد زمان يطوف بها دون أن

تنضب حلاوتها.

إقــرأ

 

 

 

عن جودي أتاسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!