((الفتاة الأكثر تبرعا))
جئت صفقوا لي بحرارة
_من تلك المجنونة التي تجلس هناك ؟
_إنها منتهى تدرس في الكلية المجاورة سجلها الصحي يثبت إصابتها بإضطراب الشخصية.
_مرحباً بكم سيداتي سادتي أنا منتهى محمد ذات التربة الفلسطينية والجذور العدنية،صفقوا لي بحرارة فأنا أستحق ذلك
تقف أمامكم مباشرة الفتاة الأكثر تبرعاً في العالم
تبرعت بطفولتي لأزهار وأخواتها، وبزهرة شبابي لتلك العجوز التي ماتت وهي تنتظر عودة شريكها من حرب ٩٤
تبرعتُ قبل عامين بدمي لصديقةٍ حمقاء تُسمى عنود قطعت شريانها ظناً منها بأنها ستعاقب الوغد الذي تركها
تبرعت براحة بالي لذلك السياسي المعتوه،وبضميري لوزارة التربية والتعليم
تبرعت بحروفي لصحف مدينتي علها تكتب بمصداقيةٍ يوماً ما
تبرعت بصمتي لمطبل محترف، لا أرغب بذكر إسمه على اي حال
حتى أني تبرعت بحياتي لصديقتي سماح التي اغتصبها إبن عمها قبل أسبوع من زفافها أراد بذلك الانتقام من والدها ولكني تدخلت وانقذتُ الموقف على أي حال، ولم اسمح لوالدها بقتلها
وعندما سئمتُ صوتي تبرعت به لجارتي الصماء لتتزوج من الشاب الذي أحبته، وها أنا اكتب عوضاً عن الكلام
مؤخراً تبرعت بروحي لزميل دراستي الذي مات غدراً أثناء مشاجرة.
اما قلبي غير صالح لتبرع فهو يعاني من ثقب في صمامه وهذا الثقب لا يتسرب منه الا من أحببتهم ولعل هذا السر الصغير تسرب أيضاً