كتب : محمد الحراكي
ابن العابدين
الفن التشكيلي فن قيم له من الجمال ولغة تعبيرية حسية بصرية مدركة وتواصل ثقافي يجمع المسافات ويقربها بلا وسيط ولا ترسم لها حدود حيث يجد القبول والإعجاب لدی النفوس البشرية أيا كانت ثقافتها ووعيها بمايعكسه من عمق ثقافي ومعرفي وجمالي في ذاكرتنا الإنسانية والوجدانية وبالتالي فإن هذا الفن ترجمة للذات وانفعالاتها النفسية والمزاجية والروحية والميول والأهواء ولذا نستطيع القول أنه فن ذو لغة انسانية تعبيرية جمالية لاتقف عند حدود مجتمعية او مكانية.
الفنانة التشكيلية (( سجی جعنه )) من سوريا لجأت إلی تركيا واستطاعت من خلال مشاركاتها الدوليه الواسعة داخل تركيا وخارجها وتركها بصمة فن وابداع على مستوى عالمي فقررت ان يكون لها نشاطها الفردي الاول من نوعه وهو معرض فني عربي دولي لها استطاعت من خلاله ان تخطف الأضواء وأن تترك أثرا إيجابيا كبيرا ونالت إعجاب المجتمع التركي حيث افتتح المعرض كبار المسؤولين الأتراك و تم تكريمها وتسليمها منصب قسم الثقافة والسياحة بجمعية bursam بولاية بورصا التركية
وقد بورك جهدها المتميز بتنشيطها للثقافة من خلال معارضها المنظمة وإبداعها الذي لفت الأنظار وخاصة في معرضها الأخير (( لون الورد )) الذي أصبح مهرجانا دوريا دائما تم افتتاح دورته الثانية بمشاركة كبيرة عربية وعالمية وصلت لأكثر من ثلاثة عشر دولة وقد كان له صدی واسعا في الأوساط العربية والتركية العالمية وأخذ بعدا دوليا هاما لدی الأوساط الثقافية والفنية .
سجی جعنة الفنانة التشكيلية الرائدة التي لا تتوقف عن الإبداع ولا تقف عند حدود قررت اليوم ونظرا للظروف الراهنة في الحجر المنزلي الذي يسود العالم ان تقيم الدورة الثالثة لمهرجان لون الورد ب ((حكايا الورد )) معرض الكتروني يضم اثنتين وعشرين دولة عربية وأجنبية وأكثر من خمسمئة مبدع ـ وفنان ـ وشاعر ـ وأديب – ومصور فوتوغرافي ـ ومصمم للأزياء ـ لتتم عملية العرض علی شكل شرائح فيديو تعرض من خلال الصفحة الرسمية للمعرض ..
وبالرغم من الضغوط النفسية التي يعيشها المهجرين السوريين والأسی والعذاب الذي يلاحقهم استطاعت الفنانة (( سجی جعنه )) وهي التي ولدت في حلب الشهباء المدينة التاريخية العريقة في تواصلها الحضاري أن تستمد ابداعها الفني التشكيلي المصاغ في محتوی موضوعي وإنساني وجمالي في اشتغالها علی عملية البناء الفني وتهيئة الأنوانء وفق الأصول التقنية في سياق فني وتوافق مميز وابتكار فريد مكنها من جذب الأنظار وترك الأثر الكبير بين الأخصائيين والذواقين للفنون والثقافة وبين المحترفين والنقاد واصبحت محط أنظارهم على اختلاف الرؤى والآراء والأفكار وفي عيون المتلقين.وأبصارهم
وقد امتلكت الفنانة سجی قدرة التعبير علی سطح لوحاتها وبناء الأفكار المتخيلة واختيارها لمواضيع لوحاتها المزدحمة بعناصر إنسانية وجمالية بتوزيع المفردات والجمل التشكيلية في لغة بصرية فريدة وقيم جمالية إبداعية تحاكي الواقع تركت في النفوس أثر إعجابها وإثارة لإنفعالات المتعة البصرية في انسجام لوحاتها مع المضمون الفكري والفني
وقد أدركت (( سجی جعنة ))..الفنانة التشكيلية الرائعة أن هذا الفن ليس للفن وحده بل هو لغة تواصل مجتمعي حضاري معرفي ثقافي في مدلولاته ومحتواه وفي كل تفاصيله التشكيلية والتخيلية وأنه موسيقا مفهومة في كل أنحاء المعمورة فشرعت في إقامة المعارض والمهرجانات الدورية .
لون الورد مهرجان عالمي دوري للفنانة ((سجی جعنة ) في دورته الثالثة — حكايا الورد —
فكل الاحترام لهذه الفنانة السورية التي أبدعت ووصلت العالمية بجدارة وتفوق وتواصلها الحضاري لكل أنحاء المعمورة.