دكتور أحمد البسيوني
محاضر في جامعة البليدة- الجزائر
خاض الشعب الفلسطيني الكفاح والنضال على مدار عقود من الزمان وذلك منذ النكبة الفلسطينية عام 1948، تولى القيادة فيها العديد من القادة الذين سطروا بتضحياتهم أعظم البطولات فمنهم من مات شهيدا بالسم ومنهم من مات شهيدا على كرسي ومنهم من مات شهيد على مكتبه، وقد واصلوا النضال والمقاومة وفاوضوا المحتل وما بين النضال والتفاوض استعانوا برجال قد أوجعوا المحتل ونفذوا عمليات بطولية في عمق الإحتلال.
إن الاعتماد على الشخصيات الوطنية في العمل النضالي والسياسي له أثر على الواقع وفي الميدان، وقد لمسناه في العقود الماضية وشاهدنا القادة العظماء في الفصائل الفلسطينية كيف قادوا المسيرة النضالية والسياسية بكل جدارة وما ذلك إلا لاختيار الرجال الأكفاء الشرفاء من قبل قيادة الفصائل.
أما يومنا الحالي فإننا نشاهد النكسات التي أوصلتنا إليها اختيار القادة الغير وطنيين الذين يسعون إلى تحقيق ذواتهم وإشباع نزواتهم بشكل واضح وعلني، دون أدني أية مسائلة فصائلية، نجد اليوم أن الطغاة قد تم صنعهم من خلال الفصائل حتى باتوا فوق القرار الفصائلي، ومن خلال اطلاعنا على المشهد الفلسطيني رأيت الفساد الذي يستشري داخل العناصر الذين تم تكليفهم في مفاصل قيادية، لا أدري هل المسؤول عن تكليف الأشخاص الأغبياء الفاسدين الذين امتلأت صفحاتهم بالفساد المالي والأخلاقي على دراية بفسادهم؟
على القيادة الفلسطينية أن تكلف الرجل الوطني والشريف في المكان المناسب، فقد سئمنا من وجود الطغاة الذين لا تختلف ضمائرهم عن ضمائر العدو فكلاهما يهدم الوطن.
