الموت .. حالة نهائية لابد منها، تخطف أحبتنا ومن يهمنا أمرهم ، وتمر بقربنا بمسافة قريبة جداً تُدهشنا ، أحياناً كالرياح العاتية الجبارة تهزنا من الأعماق ، من الجذور الى حد الألم ، وأحياناً بهدوء دون أن ندري او نشعر ، لربما تُباغِتنا ( نحن) فُجأة ، وتأخذنا في سفر بعيد أو في شوط نهائي في الحياة ….. لربما في مسابقة كُتِبتْ علينا والفوز لمن ادرك انها قصيرة لا تستحق كراهية او حقد او حروب .. لا تستحق الحياة ان نعيشها في كدرٍ نحمله على ظهورِنا …
الموت .. حين يزور البعض قد نظن او نشعر بأنه بعيد جدا، لن يطالنا أو يقترب من حدودِنا ، هكذا العقل الباطن يُهيَّــأ له رغم إيمانه القوي ، لكن الموت خاطِفٌ لا يُفرق أبدا بيننا وبين غيرنا ، كبيراً او شاباً يافعاً او طفلاً ….. إن سقطت ورقتنا من شجرة الحياة كان لنا بالمرصاد ، أين المفر في مهب ريحٍ قادمٍ لا محالة ، وان ثبتت ورقتنا ، كتبت لنا الحياة من جديد محدودة الزمن ، لنعاود المحاولات في فهم حالة الموت ، الذي يتجاهل الخوف ويقترب بعظمة ورهبة قد خُلِق بها .. .. ليس لنا إلا الاستسلام بعد عناء قد يطول وقد يكون سريعاً مثل حُلم أو منام …
تلك حالة تغمرنا جميعا دون ان نصدق ، لكنها في إيماننا مثل نبض يتكلم في قلوبنا المتعبة من هموم الحياة .. وتعب الاجساد والأرواح .. وتسليم للقدر ..
وفي الميلاد والموت كانت آية من السماء تأثَرَ الانسان بهما وسعى لان يكون انتظاره
امتدادا للحياة ، وحباً لها وإيماناً بما قد كُتب له وقُدِر .. لتكون حالة الموت الرحلة الأخيرة التي نأخذها بتذكرة ما صنعنا ..
لنذهب لحياة دون موت .