بني آدم فُل أوبشن / بقلم : كامل النصيرات

لماذا لا يتمّ تركيب بعض الاضافات الموجودة في السيارة على الانسان ..! يعني ما الذي يمنع أن يكون للبني آدم منّا أربعة غمازات (اثنان أمامي وإثنان خلفي) وهو ماشي على قدميه يعطي غمازاً يميناً أو شمالاً ليعرف الناظر إليه عن قرب أن هذا البني آدم مش ماشي في الشارع هيك ..بل هو يعرف أين يذهب..؟! وإذا وقف في الشارع ينتظر أحداً يشعل الغمازات الأربعة لكي لا ينظر إليه الناس بريبة و شكّ..!.
ويتم اضافة زامور يشبه الموجود على البسكليت ..ويتم استخدامه في الحارات والأزقة وأزمات الزحام في الأماكن العامة ..! البني آدم منا بحاجة إلى التزمير..تزمير ذاتي عالي الجودة..وبحاجة إلى كبسة مكيّف صغير الحجم يعيد إليك اتزانك أينما ذهبت ..حرارة في البرد وهواء بارد في الشوب..!
أخ لو أن هناك زجاجاً على الاذنين ترفعهما وتنزلهما وقتما تشاء ..وقتما تريد أن تسمع أو لا تريد ..! أخ لو أن هناك فرامل(مش عارف لازم تكون بتنوين والاّ لأ) في القدمين..ويقدر البني آدم (يخمّس/ يعمل خمسات) قدّام بيته خمسة وراء خمسة..! أخ وأخ وأخ ..!
تستغربون لماذا أتمنى ذلك ..؟ لماذا أريد أن أصل إلى مرحلة البني آدم الـ(فُل أوبشن)..! لأننا تغيّرنا وأصبحنا عبيداً للآلات..هي من تتحكم بنا..لا تظنّوا أن استعمالنا لها يعني بأننا أسيادها ..بل نحن مدمنون على الاستلاب..ولم نعد نشغّل حواسنا بشكل سليم..! أصبحنا غرباء بيننا وبين بعضنا ..ولا نشعر بالدفء والحميميّة إلاّ إذا تسابقنا مع الآلة كي نغلبها ولن نغلبها إلا بالانصهار في ماهيّتها وكنهها ..وهذا هو خراب الانسان الذي فقدناه ونسعى وراءه في لحظة الوحدة ولا نجده..!

 

غن/ جريدة الدستور

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!