آفاق حرة
نحن مختلفون في الذوق ..مختلفون في الرؤى ..مختلفون في التعاطي مع الاحداث.. مختلفون في المعارف وفي السلوك…
واذا اختلفنا في الرؤى والمعارف والسلوكيات ومن الممكن ان نكون مختلفون في الدين..ولاننا لا نتطابق في الاتجاهات والمديات والمستويات فنحن مختلفون في الدولة..فما تراه استبداد مسيس اراه في اتجاه اخر بما يتطابق مع الرؤيا والاتجاه والمديات والخصوصيات العائده لي وكذلك ما اراه المحافظة على ديمومتي لا يتطابق مع المفاهيم والدورات المعرفيه وقيمك الجمعيه..وبما اننا مختلفون في مشروعنا الحضاري واختلاف طبائعنا وفي مفاهيم البنية الفوقية فاننا لا نرى وجود اخر يتراجع عنده الخوف ونكون بعيداً عن المستفزات… ترى اذا كان كل هذا الاختلاف موجود فمن الذي انجب المسلة والقوانين والشرائع ؟ واذا كان اختلافي هذا ادخلني داخل صهوة جوادي دون ان ازيح عن نفسي ثقلك وهواجسك فمن الذي شيد الزقورات والمعابد والجنائن المعلقة لتكون شاهداً على ثقلي وثقلك..
واذا كنا نشكوا من نقص الخبره وقلة الكفاءه وضعفها واذا افتقدنا الموضوعية وغيبنا الامانه وابتعدنا عن العقلانية فمن شيد المدن الكبرى كأور واراك واريدو ولجش واذا كانت بذور الكراهية والحقد تسير كالطوفان في اجسادنا( كما يروج ذلك) فلماذا نحن ابناء سرجون وسنحاريب ونبوخذ نصر وعلي بن ابي طالب وعمر بن الخطاب واذا كنا نريد النار ولا نتوقى ولا نحتاط منها ونعمل دون الحيلولة على عدم ايقافها..فكيف بنينا معاً تلك الرياض والجنائن المعلقة والبساتين والحدائق وحفرنا بذلك الدم ارض نبتت فيها شقائق النعمان والورد ذات الاكمام وفيها من الزنبق والنرجس والفل والريحان والياسمين والبنفسج وانواع الزهور ذات الالوان البهية ولنا ان نقول ان هذا التنوع وليس الاختلاف يكون النهاية داخل وحدة جامعة التي اعطت لهذا البستان الذي يحتوي مئات الانواع من الزهور والنبات والالوان ذات انسجام طبيعي رائع وهكذا نحن مختلفون متنوعون ولكن مبدعون…