جزمة معلم/بقلم:صالح العطفي

كان يجب علي أن أشتري جزمة ، فأنا كمعلم لا قيمة لي في هذ الوطن ، وحدها الجزمة تحملني ..تتعجب كيف لمعلم أن يشتري جزمة في هول وغول سعر الجزمة المرتفع جدا جدا .
لكنني يا سادة اشتريت جزمة ، فأنا بحاجة ماسة لهذه الجزمة ، فقد قلت لكم إنها الوحيدة في هذا الوطن التي تحملني بكل شرف …وتعالوا اخبركم كيف يشتري المعلم جزمة جديدة ، فيجب أن تبايع كثيرا كثيرا وتنتقل من محل لمحل ، فكل ما في جيبك بالكاد يشتري جزمة ترتضي ان تمشي بها في أعتى الأماكن اتساخا وقذارة ، بعد خطوات سوف تغطيها الأتربة ..فأصحاب المحلات يعبسون ويتولون حين يعرفون أنك معلم ، فلا محالة أن المعلم لن يستطيع أن يشتري جزمة ولو دون ماركة مسجلة .
ظفرت بجزمة ففد قلت لكم إنها الوحيد التي تنيخ هامتها للمعلم …
وأنا أطلع جزمة الجدبدة سقط مني القلم ، وكان عليه أن يسقط منذ زمن بعيد ..
أفردت فردات جزمتي ورفعتها عاليا ، فإذا هي أعلى شموخا من ذلك العلم الذي يتوشح سارة إدارة حكومية ..ووحين مر موكب مسؤول كبير جدا ..رفعت جزمتي فالتهمت كل ذلك الموكب وأكاد أجزم أنها سوف تلتهم كل مواكب القادة في هذا الوطن ..وبينما أنا أمشي وأطالع جزمتي فإذا صورة الزعيم الضخمة تظهر من على مسافة بعيدة ، ولكن رفعت جزمتي اختفت صورة الزعيم فقد مسحتها جزمتي ولم اعد أرى لوحة الزعيم ، وحتى حين أمر بجانب مباني الدولة وقصور الساسة أرفع جزمتي وتتلاشى كل تلك البهرجة الكاذبة .
ما اعظم أن ترفع جزمة في كل الوجوة الساقطة في هذا الوطن !

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!