حكومات من صنع الواقع/ بقلم /جوتيار تمر/ كوردستان

لصحيفة آفاق حرة 

**************

الحكومة الكونكريتية: هي الحكومة التي تهتم بانشاء الطرق ومد الجسور والبناء العمودي وتجعلها من اولوياتها، وفق معايير مصلحية خاصة سواء من خلال مشاريع الشقق العملاقة او التجمعات السكنية ذات الاغراض النخبوية للفئات الخاصة، او الاهتمام بالمشاريع السياحية، في حين يعيش ثلاثة ارباع الشعب في عوز وضنك وحالة معيشية متردية.

الحكومة المصلحوية: هي الحكومة التي تفضل مصالح الاحزاب ورجالاتها وشركائها وشركاتها واعمالها وعقودها وارصدتها على الامن الغذائي واستقرار المواطن بحيث تترك المواطن يعيش كل شهرين منتظراً على أمل صرف راتبه او دفع مستحقاته التي هي في الاصل مسؤولية الحكومة.

الحكومة التاجرة: مصطلح يمكن ادراجه ضمن هيكلة الحكومات الشرق اوسطية بالذات، وهي الحكومات التي تسخر كل طاقاتها من اجل المتجارة بموارد الشعب، وتحت غطاء سياسي لايمت بالسياسة بشيء، فتصبح من اولوياتها السيطرة على جميع مصادر الانتاج الداخلي وكذلك احتكار جميع العقود التجارية الخارجية، وجعل وارداتها في خزينتها الشخصية دون استافدة الشعب.

الحكومة اللاشعبية: وهي بعكس الحكومة الشعبية المركزية الانموذج الذي السياسي الذي يحكم اكبر دولة في العالم – الصين –  منذ عام 1954، وهي متشكلة من ثلاث سلطات عليا متداخلة، احداها الحكومة والاخرى هي كل من الحزب الشيوعي الصيني وجيش التحرير الشعبي، اما الانموذج الذي نقصده هنا هو الحكومة التي لاتعتمد على الشعب الا في الانتخابات، وما بعد الانتخابات تسلك الحكومة اتجاهاً فردياً اشبه بانظمة الحزب الاوحد، فتسخر كل امكانياتها المادية والاعلامية والعسكرية لترسيخ سلطتها والابقاء على كرسيها بعيداً عن متناول الطامحين في الوصول اليه.

الحكومة الفوضوية:  الفوضوية او الاناركية هي مجموعة من المواقف والافكار التي تتركز حول مبدأ الحكومة مؤذية وغير ضرورية، وهي في دلالاتها تتمثل في الحكومات التي لاتقدم سوى الفوضى لشعوبها، وبذلك يكون وجودها من عدم وجودها سيان، بحيث لاتجد الشعوب في حكوماتها اية وسيلة للخلاص من اوضاعها الميؤسة سواء على المستوى السياسي وصراعات الاحزاب، او المستوى الاقتصادي ورفع مستوى المعيشة، او على المستوى الاجتماعي للحد من انتشار الانحلال داخل المجتمع.

الحكومة العدمية : او ما يمكن ان يطلق عليه العدمية في السياسة، والعمل السياسي، وهي تمثل نزعة الى الهدم، الى محو الماقبل وعده من جملة المعدوم، والى نفي امكان صيرورة المابعد واقعاً يبنى عليه، وبحسب هذه الدلالات فان الحكومة العدمية هي التي لاتستطيع فرض اي  – واقع –  او ايديولوجية سياسية يمكنها اخراج الشعب من دوائر الشك الذي لانهاية له في كل شيء، سواء عبثية الوجود، او انعدام الامل في التغيير، او انعدام الحلول السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وبذلك تمثل هذه الحكومة انموذج هدم بدون  ايجاد بديل.

الحكومة المضطربة:  وهي التي تظهر  اضطراباً في شخصيتها المعادية للمجتمع، ويظهر لديها هذا السلوك من خلال ممارساتها التي لاتخدم سوى فئة نخبوية معينة ومحددة، وكأنها مصابة بما يسمى بالاعتلال الاجتماعي، وهو اضطراب عقلي لاتُظهر فيه الحكومة ابداً اي اعتبار للصواب والخطأ، وتتجاهل حقوق الاخرين ومشاعرهم، وتميل الى التلاعب بالاخرين او معاملتهم بلا مبالاة قاسية، كما انها لاتُظهر اي احساس بالذنب او الندم من تلك السلوكيات التي تهدم مقومات المجتمع .

الحكومة الاعلامية: وهي الحكومة التي تعتمد على الاعلام في ابراز  شعاراتها وتسليط الضوء على اعمالها وتحركاتها سواء على المستوى السياسي او الاقتصادي فيما يتعلق بالبناء والعمران من جهة، او التجارة والعقود التجارية بجميع تمفصلاتها من جهة اخرى، ولكنها بعيداً عن الاعلام الشعاراتي لم تستطع من انجاز احدى اهم مقومات اية حكومة حقيقية وذلك ما يتعلق ببناء الانسان داخل الوطن، باعتبار ان الانسان هو اللبنة الاساسية في الوجود.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!