آفــــــــــــــاق حُـــــــرة
هل النساء يكذبن أم أن الرجال ملائكة!؟ من الواقع
قبل أيام اتصلت بي سيدة مطلقة تشكو همومها، قائلة بأن لديها ابن متمرد في العاشرة من عمره، فكان إذا ما أنهى الزيارة المقررة من قبل المحكمة لوالده؛ يقوم بإهانتها والتمرد عليها وإثارة كل أشكال الكره معها بدءاً من الشتائم المقذعة وصولاً إلى مغادرة البيت إلى الشارع حتى لا يتيح لها ممارسة عاطفتها تجاهه من أجل استعادته إلى قلبها الشفوق.. والغريب في الأمر أنه إذا ما عاد الابن “الضال” إلى البيت كان يلح عليها أن تتركه ليعيش مع والده بذريعة أنه تلمس لديه الصدر الحنون المحفوف بالإغراءات المادية من مصروف مادي وهدايا.. وطلبت السيدة المجروحة مني أن أكتب في الموضوع باستخدام الأسماء المستعارة إذا ما تعذر التصريح بها حتى لا أقع في مشاكل قانونية..في حين كانت كلما تَذَكَّرَتْ حادثة ما قد تعزز من موقفها؛ تبادر إلى الاتصال بي وتَذْكرها في سياق حديثها، وهي تبكي أحياناً.. وطلبت منها في إطار النصيحة بأن تراجع محاميها، فقد ينصحها بتقديم شكوى بحقه لدى جمعية حماية الأسرة، لا بل هي فرصة لتجديد البيانات النفسية والاجتماعية المتعلقة بابنها لدى المرشد الاجتماعي في مدرسته التي هي من المدارس الخاصة المرموقة.. فعلمت منها بأنها فعلت كل هذه الأمور إلا أنها تريد إثارة الموضوع إعلامياً منوهة إلى أن هناك الكثير مما لديها لتقوله!
في الحقيقة أخذت المسألة بعد إلحاحها المستمر على محمل الجد.. وتحركت باتجاه المرشد الاجتماعي فبادرت إلى إلاتصال به، وعرّفته بنفسي. في البداية أبدى الرجل حذره وهو يركز على بياناتي الشخصية ويسأل عن علاقتي بالمشكلة.. ويبدو أنه استشعر بالثقة معي، فقال لي ناصحاً بأنه من الأفضل لي عدم التعامل مع هذه السيدة لأنها تكذب.. فقد علم من الزوج وهو رجل فاضل بأنها تريد العودة إليه لأنه إذا أصر على الزواج من جديد بغيرها سوف تدمر حياته وتحرق شخصيته.. علما بأن المحكمة أوشكت أن تحكم له بالحضانة (…) لولا أنه تنازل عن ذلك للزوجة، نظراً لصغر سن ابنهما، وحتى ينعم الولد في جو من الثقة المتبادلة والأمان.. وقال لي المرشد أشياء وأرقام محاضر شرطة ووثائق كثيرة تؤكد كلامه.. وأكمل بأنه بوسعي الانطلاق من تلك البيانات للتأكد من صحة رواية السيدة البارعة في التمثيل.. وبدوري سألته:
يبدو أنك قريباً من المشكلة، فهل هذا صحيح!؟
فأجاب بأنه عديل الزوج وابن عم الزوجة..
وحتى لا أسقط في دائرة الشك، أعطاني تلفون حمعية حماية الأسرة، وبطريقتي تأكدت بأن السيدة تكذب وتريد توريطي ضد زوحها.. وعاودت الاتصال بالمرشد الاجتماعي الذي علق “ربما” مداعباً:
النساء دائماً يكذبن عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
فأجبته ضاحكاً” وهل يعني ذلك بأن الرجال ملائكة!
ليلة أمس رن هاتفي من رقم مجهول فكانت السيدة على الخط حيث سألت عن الموضوع، فطلبت منها أن تتيح لي الحديث مع زوجها فاستشاظت غضباً وهي تعلق قائلة بأنها لم تدرك إلاّ الآن بأن كلّ الرجال مجرد عِصابة؛ لكنها تركت الباب لي موارباً مؤكدة على ثقتها بالكتاب الشرفاء.. واستأذنت.. فيما أخرجْتُ نفسي من تفاصيل قصتها للدخول في قضية أخرى ربما ذات بعد سياسي.. ربما!
وعبارة وحيدة تتجاوب في رأسي:
رفقاً بأبنائكم.. عجبي!