سعار الصهاينة على غزة هل يعني الفشل في تحقيق الهدف العسكري؟

كتب م. علي أبو صعيليك

السعار الأمريكي الصهيوني بلغ ذروته مساء أمس، قصف مكثف جنوني لن يتضح حتى الآن ما نتج عنه من شهداء، قطع مستمر للكهرباء والاتصالات والإنترنت وكل مصادر المعلومات عن الإبادة المستمرة، وكذلك تدمير شامل لكل مظاهر الحياة وكانت مشاهد تفجيرات القنابل مهولاً بمعنى الكلمة، هو مؤشر مؤكد على خطوة متقدمة من حرب الإبادة، هل هي مقدمة الحرب البرية؟ أو لإحداث أكبر قدر من التدمير لفرض واقع تفاوضي سياسي يميل لصالح الصهاينة؟ أم هو دليل عجز مستمر عن تدمير قدرات المقاومة؟ أم هو بحث عن نصر وهمي؟ بجميع الأحوال كيف لهذا أن يحدث ونحن في عصر ثورة الاتصالات والأنظمة الديموقراطية؟

بلغ السيل الزبى، ولم يعد هنالك أمام الصهاينة إلا استخدام الأسلحة النووية أو الكيماوية للقضاء الكامل على القطاع؟ ولكن لماذا يحدث كل هذا؟ ما هو الشرق الأوسط الذي يتحدثون عنه ويتطلب كل هذا القدر من التدمير للحياة وإبادة لشعب أعزل ومحاصر منذ عقدين من الزمن؟ وما هو الواقع الذي تخشاه الولايات المتحدة من انتصار المقاومة الفلسطينية “عسكريا”؟ هل سينتهي وجود الكيان الصهيوني وتنتشر حركات التحرر في العالم؟

الإبادة التي بدأت منذ أكثر من عشرين يوماً وتم خلالها تدمير المنطقة الشمالية من قطاع غزة بكمية مهولة من القنابل، وليلة أمس بدأ الحديث عن الحرب البرية بسعار مذهل من القنابل على شمال القطاع؟ هل هذا يعني أن كل التدمير السابق لم يؤدِ إلى نتيجة على أرض الواقع؟

لم يبق أحد إلا وتحدث عن حجم المأساة، حتى غوتريتش الأمين العام للأمم المتحدة لم يتمالك نفسه وتحدث بلغة عامة الناس وانتقد المبالغة في الوحشية الصهيونية وأن التاريخ سيحاسب الجميع، ولكن الحديث السياسي لم يقدم ولم يؤخر لغاية الآن، فأمريكا هي التي تصنع الحدث والكيان ليس أكثر من مجموعات من المرتزقة ينفذون ما تريده أمريكا، ولكن إلى متى؟

رغم ثقتنا المطلقة بعدم إمكانية إبادة حركة المقاومة الإسلامية لأنها كما كتبنا مراراً وتكراراً أنها حركة فكرية ليست مرتبطة بأشخاص إنما هي فكرة تتوارثها الأجيال، لكن نتساءل هل من مصلحة الجميع سحق وجود الحركة؟ هل سيتوقف بعدها سرطان الصهيونية عن التوسع؟ هنالك أحاديث واضحة لبعض أعضاء الحكومة المتطرفة عن تهجير أهل الضفة الغربية نحو الأردن، ولذلك فإنهم لن يكتفوا بغزة، فهل من الحكمة السماح لهم بالقضاء على الحركة؟

الحديث عن الأسرى من جانب أمريكا بالمجمل أقرب للحديث الفارغ، مع وجود هذا الزخم من القصف حيث من الممكن أن يكون القصف المسعور هذه الليلة قد أدى إلى سقوط المزيد من الأسرى في عداد القتلى كما حصل مع الكثير منهم كما أعلنت المقاومة، فهل سحق “حماس” أهم من تحرير الأسرى؟

صحيح أن الإعلام الغربي أخذ الموقف الأمريكي تماماً وكان جزءا من الجريمة التي تجري، ولكن هل يستمر في انحيازه بهذه الوقاحة لآخر لحظة، وهل ستكون هناك نقطة فاصلة سينقلب فيها جزء من الإعلام الغربي على سياسات أمريكا وأوروبا خصوصاً أنه ومع قوة وسائل التواصل الاجتماعي فقد يؤدي هذا الانحياز إلى فقدان المصداقية أمام المتابعين، كما حدث في صناعة وفبركة الأخبار عن قطع رؤوس الأطفال في الرواية المزيفة التي تبنتها ولا زال العديد من وسائل الإعلام في مؤشر متدنِ لدرجة المصداقية وفي نهاية المطاف سيكون هنالك دور كبير ستؤديه وسائل التواصل في كشف زيف تلك الأكاذيب، مثلاً لو استطاعت روسيا قطع الكهرباء والإنترنت عن أوكرانيا فهل ستكون نفس المعايير في وسائل الإعلام؟

في نهاية هذه الليلة القاسية جدا في غزة والتي ندعو الله تعالى أن يكللها بأخبار تفرح الشعوب الحرة، تبادر إلى ذهني اليوم تحديداً تساؤل عن محور المقاومة، فمنذ بداية الإبادة المسعورة ووزير خارجية إيران يتحدث بشكل مختلف عن الجميع، وحديثه يحتوي التلميح بدخول الحرب، والحرب مستمرهة وتزداد شراسة يوميا، فهل يمكن أن يأتي اليوم الذي يتحول فيه الحديث المتكرر إلى فعل؟

كاتب أردني
aliabusaleek@gmail.com

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!