علي بابا والأربعين حرامي / بقلم : احمد شديفات

عدت أبحث عن أصل الحكاية فجاءت بأكثر من رواية، وقد تولى القيادة باباوات كثر وزاد أعداد الحرامية وأصبحوا هم الغالبية الأكثرية، عدت أبحث بين أروقة التاريخ عن بداية زمن الحرامية فإذا هي غارقة في عمق الزمان ومتوارث جيلا عن أجيال في دهر غابر غدار… فقيل أن علي هو أسم رجل من بلاد النوبة المختلف على ملكيتها بين مصر والسودان أصلح الله بينهما الشأن، وكان متمردا على المتوكل بالله العباسي وأقلق مضاجعه وأطراف مملكته حتى أخضعه لملكه وأتى به أسيرا ذليلا منقادا بالسلاسل والحديد ونودي عليهم من البشر “علي بابا والأربعين حرامي” وأما علي فهو من الأسماء العربية المشهورة، وقد كره الكثير من المسلمين هذه النسبة والاقتران ما بين زج أسم علي مع الأربعين حرامي، أجلالا لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه………….. وعدت لكلمة بابا فوجدت أنه كلّما ابتعد العرب عن عربيتهم، استعاضوا بكلمات بسيطة ودخيلة على العربية، وتعني كلمة باي في اللغة الإنجليزية بحفظ البابا ورعايته، وهنالك فريقٌ آخر اتبع رأي أنّ باي كلمة عربية الأصل، وتعني في حفظ الله، وقام العرب والنصارى بتأصيل هذه الكلمة والمحافظة عليها منذ القدم. وأرى أنا العبد الفقير لرحمة الله القدير خلاف ذلك بعيد… أن كلمة بابا تعني الأب أو الكبير أو المسؤول… فكبير العصابة هو بمقام الأب للحرامية وسيدهم المطاع القوي الشرس وبوصلة اتجاههم … هذا مجرد رأي وخبر وأثر؟؟؟ وأن عدت إلى أصل كلمة حَراميّ فالجمع حَرامِيَّة، والحَرامِيُّ هو اللِّصُّ الذي يَفْعَلُ الحَرامَ، فما ينطبق على الحرامي الواحد يسري على بقية الحرامية…فقد يكونوا فردى وجماعات في الأسواق أو الحارات أو المؤسسات أو الحكومات أو على المستوى الدولي أو المحلي وقل على جميع المستويات المعروف والمبتكرة… وسوق هؤلاء الحرامية فيما ينسبون اليه من الحرام وفعله، والحرام ضِدَّ الحلال على طول دون ورع أو تخفي يعملونه جهارا نهارا ومن هنا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(لَا يَرْبُو لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ إِلَّا كَانَتْ النَّارُ أَوْلَى بِهِ) يعيش الحرامية في الدول قطعان كالدواب لأنها تخاف التفرق فالذئب يأكل من الغنم الشاة القاصية…فالأب بابا الحرامي الكبير الذي يمخر المؤسسات والوزارات والحكومات ويعرف كيف يقتنص الفرص ويدفع ويأخذ الرشوات حتى يصبح من الراسخين وله أذناب في كافة النواحي والمرافق يأخذون باقي الفتات,,,, هذه بدايات المؤسسية للعائلات الحرامية ثم تفتح لها فروع وتفرخ خارج الوطن وتشيخ كسلطة فئوية يفرض لها كل الاحترام الوقار من كافة المنافقين النفعيين، ومع مرور الزمان والنسيان وذهاب الأجيال يصبح الحرامي سيد مطاع ذو نسب عريق يشار اليه بالبنان، وينتسب إلى أرقى الأنساب وهو من السوقة الأنذال جاء من أقصى البلاد. أما أشراف الأمة الذين تعبوا وكدوا وشقوا وحرثوا طولا وعرضا البلاد وقدموا الشهداء تلو الشهداء ونقلوا الحجارة على ظهورهم حجرا حجرا ونقشوا تاريخ الأجيال…أصبحوا هم السوقة العبيد يضربون بأسواط من جلد وكهرباء وقيد من حديد… وقد قيل — ارحموا عزيز قوم ذل، وغنيا افتقر، وعالما بين جهال — كنت أظن أن للعدد مفهوم بين الكثرة والقلة ” أربعين حرامي” فوجدت أن الحرامية نسبتهم مطردة وتصاعدية كلما زاد عدد السكان زادت الحرامية زيادة مفصلية وتمكنوا من السيطرة والهيمنة على فروع الدولة والحكومة ومن هنا نفهم معنى الدولة العميقة التي تحكمها شبكة موروثة من أعتى الحرامية الخُلَصاء وهي شبكة محلية لها ارتباطات دولية وأبواق دعائية تغطي كافة أفعال الحرامية وترسم لهم خطط آنية وطويلة مستديمة وتغدق عليهم أموال وفيرة بطرق وديون ربوية طويلة الأمد… طبعا من قوت فقراء الشعوب وقتل الحرية ولتبقى الأمم تنادى وتجأَر ليعيش كافة الحرامية….هذا ترسيخ مبدأ الحرامية في أعماق دولتهم ….. مؤسسات الحرامية علنية ومخفية، العلنية الوزارية وكافة ما يتبعها من دوائر حكومية معروفة أو غير معروفة وهذه تخضع لمراقبة الحرامية والمخلصين لهم… ومؤسسات مليشيات شبه حكومية شلليه تتبع لمؤسسات الحرامية نفعية خاصة بهم ولذويهم ولعبيدهم… وتختلف المسميات والأشكال والمواليد ويعمل فيها جيش كامل من عبيد الحرامية ومرخصة ومسجلة شركات مساهمة محدودة مغفلة وهمية…لها واردات وتحصيلات تعود على بابا الحرامية وأربعين من العصابة المحلية الدولية ………….. “اللهم أَحْصِهِمْ عَدَدًا وَاقْتُلْهُمْ بَدَدًا ولا تُبْقِ منهم أَحَدًا “”

About محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!