عنب حوراني / المهندس قاسم الحوشان عياش

لصحيفة آفاق حرة:
________________

عناقيد العنب في حوران
قصة مزرعه

شهادتي مجروحةٌ بك ياحوران الخير لأني من أهلك .

أصدقائي الأعزاء :
من خلال عملي الوظيفي قصد مديرية زراعة درعا المزارع النشيط والمقتدر مادياً الحاج رضوان البرماوي لإنشاء مزرعة فواكه مختلفه وأراد التركيز على عرائش العنب .
وكان ويعتمد على الأصول العلمية في زراعته .
تم ارسال عينة التربة الى دمشق بحوث دوما حيث المخابر المختصه ؛ بعد شهر عادت نتيجة التحليل !
(التربه لاتصلح لزراعة العنب .)
اما ان يكون هناك خطأ في التحليل او ان العينه استبدلوها خطأً وكان التحليل لمزارعٍ آخر .
صُدمَ صاحبنا من النتيجة وكانت مصدر احباط له . اصر على انشاء المزرعة رغم النصح ورغم التكاليف الباهضه للعرائش
ذات الخمسين دنماً .
واعتمد على بيت شعرٍ لامروء القيس يشيد فيه بخمرة الخمان وهو الموقع الذي اراد صاحبنا انشاء مزرعته عليه وقام فعلاً بإنشاء مزرعته في نفس الموقع وبعد سنين حصد جوائز لثلاث سنوات متواليه لجودة عنبه في كل المعارض التي اقيمت على مستوى القطر وكان مركزه الأول حيث بلغ وزن عنقود العنب أكثر من عشرِ كيلو غرام ومن اجود النوعيات .
أصدقائي :
لقد سبقنا الى حوران إمرؤ القيس الذي لم يرَ منظراً على لوحةٍ أجمل منكِ ياحوران فأنشدك شعراً جميلاً :
ولما بدت حورانُ والآلُ دونها
نظرتُ فلم تنظر بعينِكَ منظرا
آهٍ يامرأ القيس :
لو عادت لكَ الروح وقامت الأجسادُ من لحودها وخلعَتْ أكفانكَ وتلبَّسكَ شيطان شعرك ونظرت بأعيننا الى كلِّ حوران لانتشيت اليوم كما انتشيت بالأمس البعيدِ بخمرةِ كنتَ شاربها من خَمرةِ الخمان .
حيث تغنيت بخمرتها حيث قلت :
واسقني من خمرةِ الخمان (الخماَّن سهلٌ زراعيٌ شمال غرب درعا يقع على مثلث بلدات( طفس وداعل وعتمان) ولَأنشدها شيطان شعرك بمعلقةٍ لم ينظم الشعراء قبلك ولا بعدك مثلها .
أصدقائي الأعزاء :
ودارت الأيام ودارت عجلة الحياة بك ياحوران وامتلأتِ بشرايينِ طموحٍ وعملٍ وعلمٍ وخبرهٍ يجري بها دمٌ مُأكسجْ مُفعَمٌ بحبك ياحوريَّتَنا ياقلبنا ….
فيوماً قيلَ فيكِ إنك أهراء روما واليوم يقالُ عنكِ أنك أهراءُ العالم يصلهُ خيرك مسرعاً .
على أجنحة الهواء وفي كل الوسائل لتتفاخري بأنك الأم الحنون والرؤومُ علينا وينعم العالم بفضل خيرك الذي سَقَتْهُ وغذَّت جذوره خزانُ مائكِ (حوض اليرموك) دموعُ جبل شيخٍ وقف منذ الأزل شامخاً يبكيكِ حزناً عليكِ ، ويطلب رضاك فكافأتِ دموعهُ بعمل وانتاجٍ ساهم في احياء اهلك ، وأهل من جاورك ، وترامت ابعاد مسافات انتاجكْ .
أصدقائي الأعزاء :
لا ولن ننس جبل حوران جبلاً شاباً يرفدُ أوديتك بأهازيجِ فرحٍ تبشرُ بموسمِ شتاءٍ خيِّرْ .
آهٍ آهٍ آهٍ !
يابلد العنب والسنابل والف آهٍ يابلد الخير يابلد شلاّل الحليب المحلى بعسل فسيفساء أزهارك .
وآهٍ وألف ألف آهٍ عليكِ !!!
يابلدالخضار والفواكه ، يابلد الهواء النقي ، يابلد الماء العذب ، يابلد الانسان الكريم الوفي ، العامل الطموح ، الطيب بالفطره ، الشجاع في ساحة الوغى ، الصابر المحتسب عند الملمات .
ماذا أقول ومهما قُلْتُ لن أفيك حقك ياحوراننا ، ياحوريَّتنا الجميله ، ياغطاءنا المزينِ بأجمل الحلل .
حوراننا مسقطُ رأسنا :
ولو جمعت فيكِ كل حروف الكلم فلن أفيك حقك .
أصدقائي الأعزاء :
ليس في إطرائي لحوران مبالغة رغم كل ماقلت فيها لازلت أعتبر شهادتي مجروحه ولن افيها حقها .

دمتم ودامت أيامكم وكل أوقاتكم ودامت حوراننا
ودامت بلدنا الأم سوريا .
__________
درعا /سوريا