قيل إنّ ١٤ فبراير هو عيد الحبّ عند بعض الكنائس كما يبدو ، ويبدو يوما آخر عند بعضهم ، به يتبادلون العواطف ، وبه يتهادون، أما صاحبكم فليس عنده للحبّ عيدا ، وإن يكن في شهر الأحرار فبراير المحرم ، لست مسيحيّا ، كما أنني لم ولن أقلد أحدا البتة ؛ وإن يك من جهابذة الإسلام ، إيضا لا أحارب يوما كهذا ، فلست كهندوسي الهند ،وآمري معروف الحجاز. ولأنني لا أحتفل به، فذلك لأسباب لا تعد، منها أني أحتفل بالحب في كل يوم ، بل في كل لحظة أرى فيها الحبيبة ، أو أسمع همسها ، أو أتخيل طيفها ، عيدي الأكبر – يا قوم – في ابتسامتها التي تجعل خفقان قلبي مضطربا ، كذاك حين تناجيني في السحر ، بعد كابوس مزعج مثلا.
أحبّ العاشقينَ الحقيقيّن ؛ وفي قلبي لهم مكانة لا يبلغها سواهم ، ولو كنتُ ملكا ، لجعلتُ لهم هيئةَ ترفيهٍ أعظم من هيئة محمد بن سلمان في الخليج ، ولجمعتُ بالا بعثمان ، ولوزعت الأزهار بنفسي وبطاقات المعايدة على كل فتاة تؤمن بالعشق وتراه رتاج الحياة الزوجية السعيدة.
الحُبّ والعشقُ مشاعرُ مقدسةٌ ، يتبادلها طرفان يسكنان أحدهما إلى الآخر ، وتجمعهما روابط مشتركة ، وهوايات مفضلة ، والغالب أن الله ما يجمع شريكان في الأرض ، إلا وقد وافق بينهما في اللوح المحفوظ في السماء ، فالطيبون للطيبات .
وفي عيد المحبين – سيما السذج أمثالي- أرسلُ موداتي وقبلاتي ومُهجي وسلامي وأشواقي ، إلى معشوقة تنتظر الآن تحيتي وتهنئتي ، إليها روحي ، وفي أي أرض تكون ، زوجتاه احتفلي معي الآن عبر الفضاء ، أطفي الشموع ، وأقيمي أهازيج الفرح ، واشميني وردك وأزهارك .