غصين البان/ بقلم الروائية عنان محروس

” على العقيق اجتمعنا، نحنُ وسودَ العيونِ”
لطالما حفّزت هذه الأغنية مزاجيتي المعترضة والمحتجة بشدة.
فما سبب التحيز “للعيون السود” ؟
ماذا عن باقي ألوان العيون، الخضراء والزرقاء والرمادية… وغيرها؟
ألا يحق لها الشكوى والعتاب، في أن يكون لها ما لغيرها، من جمال غزل القدود الحلبية، والموشّحات الأندلسية، وأنا التي أعشقها بصوت صباح فخري رحمه الله؟
صباح فخري المطرب الأصيل، صاحب الطبقة الصوتية النادرة، المثقف الذي تتلمذ على أيدي كبار الموسيقين السوريين، مثل علي الدرويش ومجدي العقيلي.
صباح الفخر الذي أنشد بحماسة البطل، ” حيّ على الجهاد ” في عام ١٩٧٣م .
قلعة حلب التي صدحت بقوة صوته، في مدينة كاركاس بفنزويلا، مدة عشر ساعات كاملة دون انقطاع، فسجّل رقمًا قياسيًا غير مسبوق.

اليوم وبعد سماعي عن مغادرة العملاق، هذه الدنيا الفانية، دخلت إلى تطبيق ” اليوتيوب” لأنصت إلى الأغنية ذاتها، وأنا أعتذر، آسفة لسماجتي في التذمر، ولأردد بحرقة معه:
” ما ظنِّ مجنون ليلى، قد جنّ بعض الجنون”

لابأس أيها الكبير قدرًا وفنًا، إن كان صوتك يشدو معجبًا بالعيون السود، فقد تماثلت كل ألوان الطرب برحيلك.
وقل للمليحة، ارتدي السواد حدادًا، فما عاد “للقد الميّاس” و ” مال الشام” و “هيمتني” و “فوق إلنا خل” معنى في غيابه.
لروحك السلام الفنان الكبير صباح فخري…
وعلى الدنيا السلام…

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!