قراءة/ بقلم:عبدالمجيد التركي

فكرت أن أقرأ شيئاً قبل أن أنام، فوقع بصري على منشور لكاتب يحشد في مقالاته كل أسماء الفلاسفة. انتهيت من القراءة وأنا أشعر أن أنفاسي تتلاحق كأنني صعدت عمارة من عشرين طابقاً.
هذا الكاتب ينسج مقالاته مثل بيت العنكبوت، لا تدري أين بدايته من نهايته، ولا يرى في المنجز الثقافي العربي شيئاً يستحق قراءته أو الكتابة عنه.
لا أحب المبالغة في تدبيج اللغة والتلاعب بها، ولا أحب اللف والدوران في الكتابة ما دمت أستطيع إيصال المعلومة للقارئ دون استعراض لعضلاتي اللغوية.
قرأت أكثر من ثلاثة مقالات لهذا الكاتب الفلتة، كأنني أتحدى نفسي في الخروج بأي حصيلة معرفية أو لغوية، لكنني لم أخرج بشيء سوى الدوار.
الكتابة ليست رصف كلمات، أو تجميع أكبر قدر من أسماء الفلاسفة الذين يلتوي لسانك وأنت تحاول نطق أسمائهم..
وليست للتعالي على القارئ، الذي يتخيل الكاتب شاهراً قلمه، ومرتدياً صدرية ضد الرصاص.
قد تجد في سطر واحد مكتوب بلغة بسيطة ما لا تجده في مقال طويل، وقد تجد في مثل شعبي خلاصة مجلدات.

الحياة بسيطة، يقوم بتعقيدها هؤلاء المتشنجون الذين يكتبون بلغة معقدة ومشعبكة تجعلك تلعن الأبجدية.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!