كثيرة هي الأعين العازفة عن رؤية رسومات قد تتخلل الاعلام
> المقروء ، وقد يرتضيها مؤلف ,, مّــا ,, رموزا ناطقة ـ مُـترجمة ما حوته
> دفتا كتابه ، لكنها محدودة تلك العقول النبيهة االآخذة في حسبانها كل
> إشارة أو رسمة ــ و الرسم لغة واضعه ــ علما منها أن الإنسان العامل
> في حقل الاعلام إنما هو عضو دائم الحضور مقـنن لكل عبارة ينطقها ، لكل
> جملة يكتبها ، و بالتالي لكل رسمة يراها ذات طاقة على حمل شحنة من
> التعاليق و ما أكثرها في محيط الكاريكاتور .
> إن هواة الكاريكاتور هم بلا مِرْيَةٍ أناس شاءوا التعبير عن
> خلجات نفوسهم بذاك الرسم البادي في ظاهره غير ذي قيمة ، إذا ما قيس بما
> يُـكتب عن المواقف و التصرفات ، عن الآمال و الآلام ، لم يجدوا بُـدا من
> أن يوقفوا أقلامهم لأجل ذلك ، استساغوا الرسم فـنـاًّ ذا صلة وطيدة
> بالفكر بالقلم ، و بالقرطاس، يُـبدون تشاؤمهم في كل نقطة حبر إذا ما
> شاءوا و كذا حُـبورهم ، لكن رغم ذلك ، فمن القراء من لا يرى في ذلك أدنى
> قدر من الإفصاح عن الموقف ، مُعتبرا هذا الكاريكاتوري أو ذاك ، من الذين
> لا يعلمون المواقف إلا أماني وإن هُـمُ إلا يظنون !!!.
>
> إن هذا ــ وحق الفن ــ ازدراء ما نطقه لسانٌ مُـقوم ، ولا ضمّه
> كتابٌ مُـنصف صاحبُه ، و أخيرا ، إن الرسومات الكاريكاتورية تحاول
> بفعــــــل متخــــذها وسيـــــــلة لا غاية ، تحاول التعبير عن الواقع
> في قالب ساخر ظاهريا ، لكن جديتها كامنة وراء تلك الهزلية المتكلفة ،
> كما لو أن لسان حال واضعها يقول : ( إن رسمي هذا ليس مروحة للكسالى ) ,,
> وإن بدا في الظاهر أقرب إلى التسلية والترفيه منه إلى الحزم و العزم على
> إبراز طالح المظاهر من صالحها ، مقبول المواقف من مردودها ، وقــد أجدني
> مُصيبا لو أجزمت أن هذا الفن لا إختصاص له ، كما الأدب أو الإجتماع أو
> العلوم السياسية …..، فصاحبه فيما يبدو مستطيع دوما تلخيص النص المقروء
> سياسيا ( تعاليـق) ، أقول سياسيا كان أو اقتصاديا ……إلى رسومات فيها
> من الدقة ما قد يعجز القلم السيــال عن البوح به على امتداد صفحات ، و
> هذا تماشيا مع حدة الذكاء لدى متخذِ الرسم عـضدا و وسيلة ارتآها موصلة
> إلى حيث ارتضى و أراد .